عاش حي «البرينسيبي» المغربي بمدينة سبتة أمس الجمعة حالة استنفار غير مسبوقة بعد العملية الأمنية الواسعة التي نفذها الحرس المدني رفقة الشرطة الإسبانية من أجل اعتقال متهمين بالانتماء إلى شبكة لتهجير المقاتلين إلى سوريا. وأوضحت مصادر مطلعة من الحي المذكور أن السكان فوجئوا في وقت مبكر من صباح أمس بتعزيزات أمنية غير مسبوقة تطوق الحي وتقتحم منازل مواطنين مغاربة يحملون الجنسية الإسبانية. وذكرت المصادر ذاتها أن الأمن الإسباني، الذي طوق الحي قبل أذان الفجر، استعمل ثلاث مروحيات حربية ظلت تحلق على علو منخفض فوق المنازل وتراقب سير العملية من الجو، موضحة أن من بين الموقوفين الثمانية مغاربة أحدهم يلقب ب«تيبي» ومغاربة آخرون يدعون على التوالي (ح.ج) و(م.س) و(ك.ن) و(س.ع). وأكدت المصادر ذاتها أن لائحة الموقوفين خلال العملية الأمنية التي عرفها حي «البرينسيبي» تجاوزت العشرة أشخاص إلى حدود زوال أمس الجمعة، مضيفة أن أغلب الموقوفين مغاربة تم تفتيش منازلهم ومصادرة حواسيبهم الشخصية وبعض الكتب والأوراق الشخصية المتعلقة بهم ونقلها من طرف المحققين. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن جل الموقوفين المغاربة يحملون الجنسية الإسبانية، وكانوا يتنقلون بشكل متكرر بين مدينتي سبتةوالفنيدق عبر البوابة الحدودية باب سبتة، معتبرة أن الموقوفين كانوا يخضعون منذ مدة للمراقبة من طرف الأجهزة الأمنية الإسبانية لمعرفة ارتباطاتهم وتوجهاتهم الفكرية والدينية وعلاقاتهم بجهات متشددة داخل المغرب. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أمس الجمعة عن تفكيك شبكة يشتبه في أنها تابعة لتنظيم القاعدة في سبتة تضم ثمانية أشخاص. وقالت الوزارة في بيان لها صدر أمس بعد العملية الأمنية إنها فككت «شبكة مسؤولة عن إرسال مقاتلين إلى مجموعات إرهابية مرتبطة بالقاعدة تعمل في سوريا»، موضحة أن الشبكة كانت لديها قاعدة أيضا في مدينة الفنيدق المجاورة في المغرب، وأن الموقوفين سيلاحقون قضائيا بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية». وأكدت الداخلية الإسبانية أن العملية التي جرت عند الفجر نفذتها الشرطة الوطنية والدرك اللذين باشرا التحقيق، كل من جهته، في الشبكة في 2009 و2011 على التوالي. وأوضحت الوزارة أن «الشبكة الإسبانية المغربية التي تم تفكيكها كانت حسب تحقيق الشرطة مسؤولة عن إرسال جهاديين إلى مجموعات تابعة للقاعدة في سوريا»، مؤكدة أن «عشرات الأشخاص، بعضهم قاصرون، غادروا سبتة والأراضي المغربية تحت غطاء هذه الشبكة الإرهابية». وأضافت الداخلية الإسبانية أن بعض الشباب الذين هاجروا من سبتة إلى سوريا نفذوا عمليات انتحارية، فيما انضم آخرون إلى معسكرات تدريب أعدتهم للقتال، مشيرة إلى أن عدة مجموعات مقاتلة لا تزال تنتظر للتوجه إلى سوريا انطلاقا من إسبانيا. وأوضحت أن «هذه الشبكة المتمركزة في سبتةوالفنيدق كانت تقوم بأنشطة تجنيد ونشر العقيدة وتنظيم الرحلات وتمويلها بالاتصال مع إرهابيين آخرين وبناء على تعليمات صادرة عن تنظيم القاعدة». وكانت الشرطة الإسبانية قد اعتقلت في أبريل الماضي رجلين من شمال إفريقيا للاشتباه في أن لهما صلات بجناح ما يعرف ب»تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».