عرض الخطاط الإيراني «بهمن بناهي» مؤخرا في المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني في المغرب، آخر أعماله الإبداعية، وقد لفت المعرض انتباه الزوار، بسبب دقة و جمالية الخط العربي عامة والخط الفارسي بصفة خاصة، فقد عكست هذه اللوحات التعدد والتنوع في الثقافة الإسلامية، عبر عنها المبدع في لوحات غاية في الجمال وسمو الإبداع الإسلامي. بهمن بناهي من مواليد 1967 بإيران من أسرة مثقفة وفنية، ارتبطت طفولته بالفن و التشكيل الفني الإسلامي، وخاصة الخط العربي والفارسي. حمل المعرض عنوان «بدونك». وقد استلهم الفنان الإيراني اسم المعرض من إحدى قصائد الشاعر الفارسي الكبير جلال الدين الرومي الذي يعد أحد كبار الشعراء في العالم. وقد كان الشاعر ، مصدر إلهامه بعمق المعاني التي يلبسها كلماته المنتقاة، وقد بدأ إحدى قصائده قائلا: « دونك...» وعن اهتمامه بالخط العربي والفارسي، يقول بهمن بناهي إنه منذ الطفولة، كان الخط العربي يستهويه و يضيف :» لقد كنت أخاله جزءا مني وأنا جزء منه. فقد جبلت عليه منذ ولادتي، وحتى قبل أن أتلمس أولى الكلمات قراءة وكتابة، سحرت بشكل الحروف ورسمها». يقول الخطاط الإيراني إنه لطالما شدته كلمات بسيطة غدت تمتلئ حياة بمجرد رسمها، لتنقله إلى عالم الخيال. يرى بهمن أن تلك الكلمات عبارة عن نوتة موسيقية، هو وسيلته كذلك للسفر إلى عالم الخيال. كما يقول، أنه قد حظي بعناية أسرته التي تنتمي إلى عالم الفن و الأدب. ويرى الخطاط الإيراني أنه يمكن تأليف كتاب حول هذه الكلمات لوحدها، لأنها على قلتها بليغة الدلالة،أو لربما لا تعني شيئا، بل الصمت الذي يتبعها هو الأبلغ. عاش الخطاط في محيط أسرة فنية تعشق الفن وخاصة الخط الفارسي، غير أنه عمل على صقل هذه الموهبة من خلال الدراسة، يقول إنه قد عاش مع هذه الكلمات لوقت طويل، كما سعى دوما لمنحها الحياة، ويحيى من جديد من خلالها. تابع دراسته عن الحضارة الإسلامية الإيرانية وموسيقاها الروحية، ودراسة الخطوط العربية وخاصة الخط الفارسي، وسرعان ما انضم إلى الجمعية الإيرانية للخط، وهي المؤسسة الأكثر شهرة في إيران، حيث تتلمذ على يد أساتذة كبار كغلام حسين أميرخاني، وعبد الله فورادي وقبولي، ثم التحق سنة 1985 بكلية الفنون الجميلة بجامعة طهران. نظم بهمن بناهي عدة معارض بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلم اليونسكو، بباريس، وذلك في غمرة احتفالاتها بالتراث الشفهي الإنساني المنقول، كما عرض لأول مرة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية الإيسيسكو بمدينة الرباط، إذ يعد المغرب هو الآخر مدرسة قائمة بالذات في الخط العربي الإسلامي. ليس للخطاط الإيراني تخصص محدد في الخط العربي، يقول إنه مشغوف بكل الخطوط العربية، التي لا يمكن الفصل بينها، من المغربي والخط الكوفي وخط الثلث وخط النسخ والرقعة وغيرها...، غير أنه يميل للخط الفارسي، لقناعتي بأهمية التخصص، وما يوفره ذلك من حرص كبير في التفنن وضمان مزيد من الإبداع في تقنيات الخط الفارسي.