نظم سكان حي النزالة الصفيحي بمدينة مكناس، بتأطير من جمعية السلام للبيئة والتنمية، صباح الخميس الماضي، و قفة احتجاجية أمام مقر ولاية جهة مكناس تافيلالت من أجل إثارة العديد من المشاكل التي يتخبط فيها سكان هذا الحي الصفيحي الذي يضم ما يزيد عن ستة آلاف نسمة، وأيضا من أجل التحسيس بما وصفوه ب»المعاناة المزرية» التي يعانون منها حيث تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق في غياب أبسط حقوق العيش الكريم. وحسب مصدر من المحتجين، فقد سبق أن وجهوا العديد من الرسائل إلى مختلف المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم والي الجهة، إلا أن تلك المراسلات ظلت، حسب المصدر نفسه، حبرا على ورق. ووصل عدد المحتجين الذين حملوا مجموعة من اللافتات والأعلام الوطنية إلى ما يفوق 200 مشارك رددوا خلال وقفتهم الاحتجاجية مجموعة من الشعارات من قبيل «مبادرة وهمية لا سكن لا تنمية»، «علاش جينا واحتجينا الكرامة لي بغينا». وأضافت مصادر من المحتجين أنه تم تطويق المحتجين وتشديد الخناق عليهم تحسبا لأي انفلات أو تصعيد، خصوصا وأن تلك الوقفة تزامنت مع خروج تلاميذ الباكالوريا من إحدى الثانويات المجاورة حيث كادت الشعارات أن تستقطب هؤلاء التلاميذ من أجل الانضمام إلى تلك الوقفة. ومن بين المطالب الرئيسية لهؤلاء المحتجين مواجهة ما تم اعتباره الانفلات الأمني و توفير الأمن لسكان هذا الحي الصفيحي، الذي يعرف استفحال الجريمة وانتشار المنحرفين ومروجي الخمور والمخدرات. وشدد المحتجون على ضرورة تعزيز الحضور الأمني وتنظيم دوريات أمنية بشكل منتظم إلى جانب تمكين السكان من الوثائق الإدارية، وتوفير شروط النظافة ومحاربة الانتشار المهول لمجموعة من الإسطبلات المخصصة لتربية المواشي والأبقار التي أضحت منتشرة بشكل ملفت، يقول مصدر مقرب، بهذا الحي حيث يضطر أصحابها إلى تفريغ النفايات التي تخلفها وسط الشوارع والأزقة مما يشكل خطرا محدقا بصحة السكان ويهدد سلامتهم الصحية. كما طالب بضرورة السماح لأصحاب المساكن التي سقطت بفعل الأمطار الأخيرة وكذا التي تعرضت للحريق خلال السنة الماضية بإعادة بناء مساكنهم إلى جانب توفير الإنارة العمومية وتقويتها وكذا توفير حافلات النقل العمومي للتلاميذ والطلبة الذين يضطرون إلى قطع العشرات من الكيلومرات مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية مما يساهم في الهدر المدرسي.