في إطار تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب، وبناء على موافقة البرلمان الأوروبي، عقدت المنظمة الإسلامية للعلوم و التربية والثقافة (الإيسيسكو) ووزارة الجالية المغربية في الخارج ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية المؤتمر السابع لمعهد بن سينا حول برامج تعليم اللغة العربية في أوروبا، تحت عنوان «ما هي طرق تصميم برامج تعليم اللغة العربية في ضوء الإطار الأوروبي المشترك للغات»، وذلك في مدينة ليل الفرنسية بتاريخ 07-08-09 يونيو 2013. شارك في هذا المؤتمر أكثر من 100 باحث ينتمون إلى خمس وعشرين دولة، وقد تضمن المؤتمر عدة جلسات علمية وورشات بحثية أفضت إلى توصيات أهمها اعتماد كلمة الإيسيسكو وكلمة البرلمان الأوروبي وثائق مرجعية للمؤتمر، والترحيب بسياسة التنوع اللغوي والثقافي لدول الاتحاد الأوروبي. وطالب المؤتمرون بإتمام إدراج تعليم اللغة العربية، بوصفها لغة حية، في المنظومات التعليمية لدول الاتحاد الأوروبي، مع الإشادة ببرنامج تعليم اللغات والثقافات الأصلية ELCO وضرورة العمل على دعمه وإغنائه وتحديثه باستمرار، ليستجيب لمعايير الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات، كما رحبوا بمقترح صندوق استثمارات الجامعة ومواردها الذاتية التابع لجامعة محمد بن سعود بالرياض، في إنشاء قرية عالمية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإنشاء تنسيقية للمعاهد والمراكز المختصة، على أن يتولى معهد بن سينا للعلوم الإنسانية التنسيق مع الجهات المنظمة والمشاركة للقيام بذلك. وأوصى المؤتمر الجامعات والمؤسسات المهتمة، كذلك، بإنشاء أقسام علمية ومختبرات ومراكز بحثية قصد تطوير اللغة العربية للناطقين بغيرها، وفق الإطار المرجعي المشترك للغات. مثل الإيسيسكو في المؤتمر الدكتور عبد الإله بن عرفة، الخبير في السياسات الثقافية والتنوع الثقافي بمديرية الثقافة والاتصال، كما حظي المؤتمر برعاية رئيس البرلمان الأوروبي نظرا للاهتمام الذي توليه حاليا الدول الأوروبية بموضوع تعليم اللغة العربية، ودعما لمبادرة الإيسيسكو ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بشأن إدماج تعليم اللغة العربية في الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات. جدير بالإشارة أن اللغة العربية كلغة حية في بلدان الاتحاد الأوروبي أصبحت تحتل مكانة جيدة مهمة واستراتيجية لدى دول ومنظمات الاتحاد الأوربي، وذلك راجع إلى كون اللغة العربية هي لغة دول الجوار والمحيط والشريك للاتحاد الأوروبي، (الشراكة الأوروبية المتوسطية والاتحاد من أجل المتوسط)، وكونها كذلك لغة يتحدث بها أكثر من 15 مليون أوربي /أو مقيم بأوروبا من ذوي الثقافة والأصول العربية، ويستعملها أكثر من 25 مليون مسلم لفهم الأصول الدينية في أوروبا، كما أصبحت، بعد الكساد الاقتصادي العالمي وانهيار البورصة العالمية بنيويورك بتاريخ 14 شتنبر 2008، لغة التجارة والعلاقات المالية بين أوروبا والدول العربية عموما ودول الخليج بالخصوص، يضاف إلى ذلك احتضان جامعات الاتحاد الأوروبي الآلاف من الطلبة الوافدين من الدول العربية. إيلاء الأهمية للغة العربية من قبل عشرات الآلاف من الأوربيين من أصل عربي وإدماجها في المقررات العمومية لدول أوربا يعد، اليوم، مطلبا ملحا لها ولسلطات البلدان الأم.