لم تمض سوى أيام على نهاية مؤتمر حزب النهضة والفضيلة، الذي ثبّت محمد خليدي على رأس الحزب لولاية ثانية، حتى ظهرت أصوات من داخل الحزب تنتقد الأطوار التي جرى فيها المؤتمر، وتدفع بمجموعة من الأسباب التي تجعل في نظرها المؤتمر باطلا، وتهدد باللجوء إلى القضاء للطعن في نتائجه، وإيقاف مسلسل انتخاب باقي قيادة الحزب. وهكذا انتقد محمد كرين، نائب الأمين العام السابق للحزب، المؤتمر الأخير الذي وصفه ب»غير القانوني»، مؤكدا أن الأمين العام للحزب «استغل تواجدنا في الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة من أجل إقامة المؤتمر، في الوقت الذي كنا ننتظر إقامة مجموعة من المؤتمرات الجهوية والإقليمية، وإنجاز بطائق لأعضاء الحزب حتى نحدد من يجب أن يحمل صفة المؤتمر، فإذا بنا نفاجأ بإقامة المؤتمر». وأكد كرين أنه سيقوم باللجوء إلى القضاء للطعن في نتائج المؤتمر، «لأن هذا المؤتمر جاء ليرسخ الصورة التي أريد لحزب النهضة والفضيلة أن يكون عليها، بعيدا عن الضرورة السياسية التي يمكن أن يستجيب لها». وهاجم كرين بعض رموز التيار السلفي، الذين حضروا مؤتمر الحزب، مؤكدا أن السلفيين يسعون دائما إلى أن يكون لهم قدوة، «وأنا أضعهم أمام مسؤوليتهم التاريخية بعد أن اختاروا الخالدي قدوة لهم في المجال السياسي، وسنعمل مستقبلا على أن نبرز التناقض القائم بين الفكر السلفي وبعض سلوكيات قيادة الحزب». في المقابل، أكد محمد خالدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، أن بعض الأصوات التي ارتفعت مؤخرا طاعنة في نتائج المؤتمر هي «أصوات نشاز»، ولا علاقة لها بالحزب، «وإلا فليقولوا لنا كم اجتماعا حضروه للحزب، وكم مؤتمرا إقليميا وجهويا حضروه، أما فيما يتعلق بحضور السلفيين فموقف الحزب واضح من هذه المسألة، وبما أننا ندعو إلى المصالحة الوطنية فقد كان من الطبيعي أن يحضروا إلى المؤتمر».