إنه لمن المستحيل أن نتكلم عن دور الغذاء في الوقاية من الأمراض السرطانية دون ذكر فوائد الشاي الأخضر، فالشاي أكثر من مجرد مشروب يجتمع الأهل والأحباب ويلتفون حول صينيته، بل هو مصدر للعديد من المركبات القوية المضادة للسرطان، لذلك يجب أن يدخل استهلاكه اليومي ضمن استراتيجية الوقاية من الأمراض السرطانية. ولا تخيفك النصائح العشوائية التي تربط استهلاكه بمرض الأنيميا، كونها لا ترتكز على أي أساس علمي. الشاي مشروب معقد يتكون من عدة مركبات تعطيه رائحته الطيبة ولونه ومذاقه، فهو يحتوي في ثلث حجمه تقريبا على بوليفينولات، من ضمنها الكاتشينات، وهذه الأخيرة هي التي تعطيه خواصه القوية المضادة للسرطان. وكباقي البوليفينولات تلعب الكاتشينات دورا هاما في فيزيولوجية نبتة الشاي، كونها تحتوي على خواص مضادة للبكتيريات والفطريات... ومن أهم كاتشينات الشاي الإيبيكالوكاتشين ذي القدرة المضادة للسرطان الأكثر أهمية. وقد بينت التجارب المخبرية أن هذا المركب يمنع نمو العديد من الخلايا السرطانية كخلايا الدم والجلد والثدي والكلي والفم والبروستات. كما أن إضافة مشروب الشاي للنظام الغذائي، بنفس الكمية التي يتناولها الإنسان، لفئران التجارب المعدلة وراثيا، والتي تطور سرطان البروستات، قللت بنسبة ملحوظة تطور هذه الأورام. وللاستفادة من مركبات الشاي الهامة، ننصحكم أولا باقتناء النوع الجيد، فالشاي الياباني مثلا أفضل من نظيره الصيني من حيث تركيز البوليفينولات، ثم بطهيه بطريقة جيدة، سواء على طريقة سكان جنوب المغرب، أي بوضعه على نار هادئة وتركه حتى يتم استخلاص أكبر عدد من مركباته، أو بصب الماء الساخن عليه. ولا ننصح بعملية النقع السريع، مثلا لمدة خمس دقائق، كونها لا تسمح باستخلاص إلا 20% من هذه المواد، وهذا ما يفسر حكمة الأجداد في ترك براد الشاي يرتاح قليلا حتى يتركز لونه ثم صبه بعد ذلك.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية [email protected]