عاد الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، إلى اتهام «العفاريت والتماسيح» بالوقوف وراء محاولة عرقلة الحوار الوطني حول المجتمع المدني، عبر الانسحاب من اللجنة الوطنية المشرفة عليه قبل انطلاقه. وقال الشوباني، خلال لقاء تواصلي بمقاطعة بنمسيك بالدار البيضاء، أول أمس الخميس، إن دخول أطراف وصفها ب«الغامضة» على الخط، هو ما دفع بعدد من الأشخاص إلى إعلان الانسحاب من اللجنة، قبيل ساعات من الإعلان عنها وتنصيبها، بعدما أعلنوا موافقتهم على الانضمام إليها. وأوضح الشوباني بأن الهدف من الحوار الوطني حول المجتمع المدني «ماشي باش نديرو الجوقة»، مضيفا أن الحوار سيجرى على مدى سنة كاملة، يتم خلالها عقد لقاءات وطنية وجهوية، من أجل رصد جميع الاقتراحات التي تقدمها جمعيات المجتمع المدني للنهوض بالقطاع. كما قال إنه سيتم التنقل إلى الخارج لعقد لقاءات مع المجتمع المدني المغربي بالمهجر. وأطلق عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية النار على المعارضة، متهما إياها بممارسة «التشويش»، بدل ممارسة المعارضة الحقيقية، عبر تقديم تصوراتها لتدبير المرحلة وحلول مشاكلها، وعدم التنصل من مرحلة تسييرها للشأن العام، متسائلا: «أين المعارضة التي تقوم بعمل سياسي محترم، مبني على التنافس وليس على التشويش؟». وأضاف الشوباني «هناك من يطرح سؤال: أين سيذهب المغرب إذا لم تنجح هذه الحكومة؟ ونحن نقول للمعارضة: هونوا على أنفسكم، وابنوا معارضة حقيقية، حتى إذا ذهبت هذه الحكومة يجدكم الشعب جاهزين لتحمل المسؤولية». وأكد أن الحكومة «مرتاحة لكونها ذات مصداقية شعبية». واستشهد الشوباني أكثر من مرة بتصريحات القيادي الاشتراكي، محمد الساسي، في حواره مع «المساء»، بخصوص أدوار المعارضة، ولجوء جزء منها إلى التشويش على عمل الحكومة، والتحالف مع «التماسيح والعفاريت». وأمام إصرار عدد من الحاضرين على ضرورة توضيح معنى «التماسيح والعفاريت» للرأي العام، قال الشوباني إن الفساد في المغرب ينبني على ثلاث طبقات، أهونها الاختلالات التي يلحظها الجميع، وأخطرها ثقافة الفساد التي تنخر جسد المجتمع، وبينهما شبكات حماية الفساد، وهي «التماسيح والعفاريت والثعابين التي تخرج من جحورها في الظلام لتلدغ دون أن يراها أحد».