تسببت التساقطات المطرية التي تهاطلت مؤخرا على مرتفعات جبال الريف في «إغراق» سكان جماعة ابرارحة في ضواحي إقليمتازة . وحسب مصادر من عين المكان فقد أدّت الأمطار إلى انهيار قنطرة توجد على مشارف واد اللبن، الذي يعدّ من بين أكبر الأودية في المنطقة في عزلة قاتلة للسكان، خاصة المتواجدين بفي الضفة الشمالية للنهر، ويتعلق الأمر بدُوارَي براصلة وحجر ملول . وبالنظر إلى وعورة التضاريس، فقد تسببت الأمطار أيضا في انقطاع مختلف وسائل المواصلات التي تربط السكان بمركز جماعتهم، الذي يبعد عن مدينة تازة بحوالي 60 كيلومترا، مما حرمهم من شراء المواد الأساسية الضرورية للعيش . وأضافت المصادر ذاتها أن أغلب السكان ينتمون إلى الطبقة الفقيرة والمعوزة وأن استمرار تهاطل الأمطار ساهم في انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم وأدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الوادي. وقد أخرج هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه السكان، والذي وصفته مصادرنا ب»القاسي، السكان إلى الاحتجاج، مُطالبين بالحماية والمساعدة، فبعد انفراج حالة الطقس هرع السكان إلى التجمع في داوريهم، مُقرّرين المرور إلى الضفة الأخرى من النهر سباحة، غير مكثرين ببرودة المياه، لغاية الالتحاق بجماعتهم وتنظيم وقفة احتجاجية لإثارة انتباه المسؤولين إلى الوضع الخطير الذي يعيشونه. وخلال الوقفة التي نظموها مؤخرا رفع المحتجّون، الذين التحقوا بمقر الجماعة، شعارات تندد بما يتعرضون له من «تهميش ولامبالاة» من طرف المسؤولين، كما خاضوا اعتصاما في المكان ذاته إلى حين حضور أحد المسؤولين للاستماع إليهم . وحسب مصادر حضرت اليوم الاحتجاجيّ الذي نظم من ظرف السكان، فقد هرع قائد المنطقة، الذي يوجد مكتبه في قيادة امسيلة (لى بعد حوالي 30 كيلومترا من الجماعة) حيث التحق بالمحتجين مرفوقا بخليفته، الذي يوجد مكتبه في جماعة ابرارحة . وطالب السكان بالالتفات إلى ظروفهم المزرية التي عاشوها طيلة فترة التساقطات المطرية، من خلال توفير ظروف العيش الكريم لهم كباقي المواطنين والتعجيل بإعادة بناء الجزء المنهار من القنطرة، خصوصا -يقول أحدهم- أنّ أغلبهم من المقاومين الذين وقفوا في وجه المُستعمر الفرنسي والإسباني خلال فترة الاستعمار، حيث تمكنوا من قهر المستعمر وها هم اليوم يتعرّضون للاهانة والحكرة «