عاش مطار مراكش الدولي، الأحد الماضي، حالة استنفار قصوى، بسبب الزيارة المفاجئة للرئيسة الأرجنتينية، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، رفقة وفد من 12 مسؤولا، خلال توجههم إلى الفاتيكان من أجل حضور مراسيم تنصيب البابا الجديد. وقالت مصادر «المساء» إن الرئيسة الأرجنتينية حصلت على موافقة الملك محمد السادس من أجل ترك طائرتها الرئاسية بمطار مراكش الدولي، بسبب مخاوف من حجزها إذا دخلت الأجواء الأوروبية بسبب مشاكل الديون التي تلاحق الأرجنتين. وأضافت المصادر ذاتها أن كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، تركت طائرتها الرئاسية «تانغوا صفر واحد» بالمغرب قبل أن تتوجه إلى روما عبر طائرة خاصة من نوع «بومباردييه جلوبال إكسبريس BD-700-1A10»، تم تسجيل دخولها الأجواء المغربية تحت رقم EC-KVU. من جانبها، أكدت الصحيفة الأرجنتينية «كلارين»، ذائعة الصيت، أن رئيسة الأرجنتين تجنبت رفقة الوفد المرافق لها الإحراج، بعد تدخل الملك محمد السادس لتمكينها من تغيير طائرتها بالمغرب. وأكدت الجريدة الأرجنتينية بأن الرئيسة دي كيرشنر تربطها علاقة صداقة كبيرة مع ملك المغرب، تعود إلى عهد زوجها الراحل نيستور كيرشنر، الذي خلفته في الحكم. وكانت دي كرشنر قد عاشت كابوسا خلال زيارتها لغانا، حيث حجزت السلطات هناك طائرتها الرئاسية الأولى «يبرتاد» قبل أن يصدر حكم قضائي برفع الحجز عن الطائرة. ومن المنتظر أن تعود رئيسة الأرجنتين إلى المغرب من أجل استعادة طائرتها بمطار محمد الخامس الدولي، والتي تبلغ قيمتها حوالي ثلاث مائة مليون درهم. و تعود هذه الأزمة إلى عدم تمكن الأرجنتين من تسديد ديونها الخارجية عقب إفلاسها عام 2001، وتفضيلها إعادة بناء اقتصادها بعيدا عن خطط صندوق النقد الدولي، مما مكنها من استعادة وضعها كثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية. وتدين الأرجنتين بمبلغ تسعة مليارات دولار للدول الدائنة في نادي باريس، حيث تتواصل المفاوضات بهذا الشأن حتى الآن من أجل إعادة جدولتها.