جدد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران تأكيده على روح التعاون التي تطبع علاقته بالملك محمد السادس، موضحا أن «منطق الصراع أو لي الذراع لا أصلح له، فقبل ثلاثين سنة كنت رافضا للملكية، لكنني اقتنعت بدور الملكية، واليوم و أنا رئيس الحكومة لن أغير جلدتي، ونحن نتفق في الغالب وفي بعض الأحيان لا نتفق وأراجعه بالأدب اللازم». وقال بنكيران، في حوار بثه التلفزيون الأردني، مساء أول أمس السبت، إن «الملك رمز لدولتنا وأنا بصفتي رئيس الحكومة سأمر، لكن المسؤولية يتحملها الملك أولا وسوف يتحملها من بعده ولي العهد، وهذا هو الاستقرار الذي هو شيء أساسي، وما جئت لكي أزعج الاستقرار في المغرب، بل جئت لأحاول الإصلاح لكي نتقدم». ووصف رئيس الحكومة فكرة أسلمة الدولة ب«الخزعبلات»، معتبرا أن «الدستور المغربي ينص على أن المملكة المغربية دولة إسلامية، ولا يمكن أسلمة دولة إسلامية»، وأنه «مسلم عادي بمرجعية إسلامية متحررة ليست خاضعة لأنماط حزب أو جماعة». وقال بنكيران إن «الجانب الديني من اختصاصات الملك، ولا يمكن أن أحرم نفسي في أن يكون لي فيه رأي، لكن في الحكم نعود إلى الملك الذي يقرر في هذا الشأن، وهو القرار الذي يمثل الدولة دينيا، وأنا أحاسب على ما يدخل في صلاحياتي. أما الجانب الديني والعسكري وتمثيل الدولة والأمور الاستراتيجية فهذه من اختصاصات جلالة الملك». وأكد رئيس الحكومة أن «البشرية تتجه نحو توسيع مجالات الحريات الفردية ولا يمكن أن نكون ضد التيار، وهنالك في ديننا مجال لهذا الأمر، لكن الحرص من طرف من انتبه إلى عظمة الدين وغضب الله ويريد أن ينجي نفسه وينجي الآخرين فإن ذلك يكون بالدعوة وليس بالسلطة أو القوة». وعاد بنكيران ليؤكد على مقولة «عفا الله عما سلف» بتأكيده على أنه لا يمكن له، بوصفه رئيسا للحكومة، أن ينشر الترويع والفضائح والقضايا داخل المجتمع، حيث اعتبر أن «محاربة الفساد ليست هي النبش في الماضي، لأن الحكومة يجب أن تنتج الثروة، أما البحث في الملفات القديمة وترك الأنابيب التي تمر منها المياه مثقوبة فذلك يشبه من يريد أن يجفف تسربات المياه دون أن يصلح الصنبور» . وأضاف أنه «في كل الإصلاحات هنالك جهات يمكن أن تتضرر منها، لكن لا يجب أن نؤاخذ عليها أنها تقاوم، بل يجب أن تقاومها أيضا»، مشيرا إلى أنه جاء ليقوم بالإصلاح، «وإذا لم يكن من الممكن أن أقوم بهذه الإصلاحات فما الفائدة في أن أبقى؟»، يضيف بنكيران. وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان يتعرض لبعض الضغوطات من طرف مراكز القوة، أجاب رئيس الحكومة بسؤال استنكاري قائلا: «وهل هنالك أحد في هذا الزمان لا يضغط عليه أحد»؟ ووصف زعيم الائتلاف الحكومي الجو بين مكونات الأغلبية ب»الرائع»، مؤكدا أن «العاصفة»، التي جاءت بعد انتخاب حميد شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال قد مرت، وأن الأمور عادت إلى مجاريها بعدما وقع نوع من الاحتكاك. وقد عاد بنكيران إلى التلويح بإمكانية صرف دعم مباشر للفقراء، في إطار إصلاح المقاصة، حيث أكد أنه «الآن يتم منح الدعم للجميع وحتى لرئيس الحكومة، وهذا غير معقول، حيث سنقوم بتحويل جزء من ميزانية الصندوق للتخفيف على ميزانية الدولة وجزء منه إلى الفقراء مباشرة، ونرفع الدعم عن المواد المدعمة تدريجيا، بعدما نتشاور مع الأطراف السياسية».