أكد عبد الإله بنزاكور -أخصائي جراحة الجهاز الهضمي في مستشفى مولاي يوسف في الدارالبيضاء- أن من شأن تناول بعض المرضى الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية المضادات الحيوية والمُسكّنات أن يعرّضوا أنفسهم لخطر الوفاة بعد انفجارها بشكل مباغت، مُشدّدا، في الحوار التالي، على أنْ لا علاج للزائدة الدودية غير استئصالها جراحيا. - ماذا نعني بالتهاب الزائدة الدودية؟ الزائدة الدودية هي عبارة عن قطعة صغيرة على شكل «دودة»، طولها من 6 إلى 12 سنتمترا، أسطوانية الشكل، مسدودة النهاية، تقع في بداية الأمعاء الغليظة وعند نهاية الأمعاء الرقيقة، تفرز كمية قليلة من المخاط، التي تتدفق من خلال طرفها المفتوح إلى المعي الغليظ. ويحتوي جدار الزائدة الدودية على نسيج لمفاويّ يجعلها جزءا من جهاز المناعة في الجسم. وتعتبر الزائدة الدودية من أكثر الأسباب الشائعة والمسببة لآلام البطن حول العالم، فهي استعجالية جراحية، ويمكن أن توديَّ بحياة المريض إنْ لم يُعرها اهتماما، وتتواجد عموما بنسبة 65% عند بداية الأمعاء الغليظة وبنسبة 30% أسفل الأمعاء، وأسفل الكبد بنسبة 6%، ما يجعل التشخيصَ صعباً جدا في مثل هذه الحالة. - هل للزائدة الدودية وظيفة في الجهاز الهضمي؟ وما أثر استئصالها عليه؟ قال علماء المناعة إنّه يعيش في الزائدة أنواع كثيرة من البكتيريا، التي لها دور في عملية هضم الطعام، كما لها دور مناعيّ، بفضل توفرها على الخلايا اللمفاوية التي تقوم بتصفية البكتيريا والفيروسات. وبالنسبة إلى تأثير استئصالها فلا أثر لذلك على صحة المريض، بل بالعكس خير له أن يستأصلها في حالة التهابها من تركها. - ما هي الأعراض المرَضيّة التي تساعد الطبيب على معرفة الزائدة الدودية؟ تتمثل أعراض التهاب الزائدة الدودية في الآتي: -ألم في البطن: في البداية يكون الألم عند الصرة، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الجزء الأيمن السفلي من البطن، ويعتبر هذا من الأعراض الأكثرَ شيوعا.. وعندما ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة يصبح الألم أكثرَ قوة وحِدّة، وفي النهاية يرتكز الألم في نقطة محددة عند الجزء الأيمن السفلي للبطن (نقطة الألم) وتقع تلك النقطة ما بين الصرة وعظمة الحوض اليمنى.. وهناك بعض العوامل التي تزيد من الإحساس بالألم، مثل الضغط البسيط في مكان الألم، السعال، المشي. وقد يقلّ الألم إذا استلقى المريض على أحد جانبيه وقام بثني الركبة نحو الصدر؛ -غثيان وقيء؛ -فقدان الشهية؛ -ارتفاع بسيط في درجة الحرارة؛ -إمساك أوإسهال؛ -عدم القدرة على التخلص من الغازات؛ -انتفاخ في البطن. - كيف يتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية؟ يكون التشخيص سريريا، حيث يمكن للطبيب الجراح أن يكتشف ذلك بيده وبقليل من تحاليل الدم، التي تظهر ما إذا كان هناك ارتفاع في عدد الكريّات البيضاء.. وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الأسباب المرَضية التي تؤدي إلى أعراض التهاب الزائدة الدودية نفسِها، مثل تكيسات المبيض، الحمل خارج الرحم، وحصى الكلي.. لذلك قد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض التحاليل والفحوصات، إضافة إلى الكشف الطبي لتأكيد التشخيص. -ماذا عن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية؟ يعد انسداد القناة المتصلة بالزائدة الدودية نتيجة تكوّن الغائط فيها السببَ الرئيسي في التهاب الزائدة الدودية، حيث يؤدي ذلك إلى انسدادها ومنع وصول الدم إليها، ما يتسبب في ارتفاع الضغط داخلها وإلى انغلاق الأوعية الدموية الصغيرة، التي تموت وتصبح جاهزة لهجوم باكتيريا غير نافعة، وبذلك يحدث صديد أسود اللون على شكل غرغرينة.. - ما هي مضاعفات التهاب الزائدة الدودية على صحة المريض؟ هناك مضاعفات عديدة لإهمال استئصال الزائدة الدودية بوصفه الحلّ الوحيدَ، حيث ينتج عن ذلك: -التهاب مع احمرار في بداية المرض؛ -التهاب مع صديد (القيح)؛ -التهاب، مع موت خلاياها، ثم تصبح سوداء على شكل غرغرينة؛ -التهاب مع انفجار جدرانها، وتعتبر هذه من أخطر المضاعفات، حيث تنتقل محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن، وقد تتسبب في عدوى للغشاء الذي يُبطّن تجويف البطن.. وعند حدوث انفجار الزائدة الدودية يشعر المريض فجأة بالارتياح، لكنْ بعد ذلك ينتفخ البطن بالغازات والسوائل وتتضاعف الآلام، التي يمكن أن توديَّ بحياة المريض، كما سبق أن قلتُ.. - ما هي أفضل وسيلة لعلاج التهاب الزائدة الدودية؟ في البداية، أودّ التنبيه إلى خطورة تناول مُسكّنات الألم أو المضادات الحيوية اتقاء لتقدم المرض وتجنبا للمضاعفات الصحية لذلك. وأؤكد أن العلاج يكمن في استئصالها بشكل نهائيّ. والجراحة نوعان: تقليدية، تتم بواسطة جرح بسيط لا يتعدى 3 سنتيمترات، بينما في حالة انفجارها تحتاج عملية الاستئصال إلى ما يزيد على 12 لترا من السيروم لأجل تنظيف الأحشاء من الغائط الذي تسرب نتيجة انفجار الزائدة الدودية، والذي يمكن أن يشكل بقاؤه نتائج صحية لا تحمد عقباها.. وهناك الجراحة باستعمال أشعة الليزر، والتي تتم في جميع المراحل. - بماذا تنصح المرضى المصابين بالتهاب الزائدة الدودية؟ لا بدّ من تنبيه كل مريض إلى ضرورة الاستعجال في استئصال الزائدة الدودية، التي ليس من حلّ لها غير الجراحة، تفاديا لمضاعفات التأخير في ذلك، ولا بد، أيضا، من التزام الراحة بعد الجراحة والمواظبة على تناول المضادّات الحيوية التي يصفها الطبيب المعالج لمدة لا تقل على أسبوع، مع تناول الوجبات السائلة، والمتكوّنة من الألياف الغذائية.