حقق أنس الزنيتي، الحارس الذي ارتبط اسمه بفريق المغرب الفاسي، حلمه بالمشاركة رفقة مجموعة الطوسي في نهائيات كأس العالم، بل وبات، مبدئيا، الحارس رقم 2 في المغرب بعد لمياغري، عقب تصريح الطوسي بكون العسكري هو الحارس الثالث. ضمان التواجد رفقة اللائحة النهائية التي ستخوض غمار الكأس القارية لم يكن مطمحا سهل المنال ولا مرادا بإمكان أي كان تحقيقه، طالما أن المنافسة اشتدت، وبقوة، من أجل التواجد ضمن اللائحة النهائية، وهو ما يكرس أحقية حارس عرين «النمور الصفر» في الدفاع عن شباك الأسود. لم تأت دعوة الزنيتي من فراغ بالقدر الذي لم تكن فيه محض صدفة، وإنما جاءت عن جدارة واستحقاق بالنظر إلى الوجه الجيد الذي ظهر به الحارس رفقة المغرب الفاسي، والذي قاده خلال الموسم الماضي للفوز بثلاثية تاريخية بقيادة الطوسي، ساهمت في نفض الغبار عن الممثل الأول للعاصمة العلمية وإعادته إلى دائرة الأضواء من بابها الواسع بعد سنوات من التواضع. وقع الزنيتي على مسار جيد، وكان وجوده تحت أنظار المدرب الطوسي عاملا حدد بشكل مفصل نقاط قوته، قبل أن يزكي الخطوة سعيد بادو، مدرب حراس المنتخب، الذي لم يتردد في تأكيد استحقاقه التواجد رفقة المجموعة التي شدت الرحال صوب جنوب إفريقيا لتمثيل المغرب في أمجد الكؤوس القارية. يتميز الزنيتي بتمتعه بالعديد من الخصال التي جعلت منه حارسا كبيرا، تألق بمرور الدورات وبتوالي المباريات وزادته التجربة الوطنية والخبرة الإفريقية حنكة وتمرسا، بل وجعلته واحدا من العارفين بخبايا اللعبة داخل القارة السمراء قياسا مع المسار الموفق الذي وقع عليه رفقة زملائه في الموسم الماضي بحصد كأس الاتحاد الإفريقي وكأس «السوبر». الحارس أنس ليس أنيسا جيدا للمهاجمين نتيجة قدرته على إفشال محاولاتهم رغم قصر قامته، فهو من النوع الذي يحسن القيام بردود أفعال سريعة، وخروجه لقطع الكرات غالبا ما يكون ناجحا بفضل استناده على الدقة، في وقت لا يختلف فيه اثنان في كونه من أكبر الاختصاصيين في صد الضربات الترجيحية. بروز اسم الزنيتي لم يكن بالأمر السهل بحكم انتمائه إلى مدرسة كروية رائدة في إنجاب الحراس، وهو ما يعكس المنافسة التي عانى منها قبل أن يصبح الحارس الأول للفريق الفاسي، المكسب الذي فتح له الباب على مصراعيه ليعبر عن ملكاته الفنية وإمكانياته التقنية، والتي جعلت كثيرين يؤكدون على أحقيته بالتواجد في لائحة المنتخب، خصوصا أن سنه، 24 سنة، يسمح له بأن يكون حارسا للمستقبل. نجح الزنيتي في إدخال الفرحة والسرور على قلوب جماهير الفريق الفاسي، بل وبات فتاها المدلل بفضل تدخلاته الحاسمة، والتي استمد أبجدياتها من مدربه عبد الحق الكتامي. استهل الزنيتي مشواره رفقة المغرب الفاسي، الذي تدرج عبر جميع فئاته العمرية والتحق سنة 2007 بالمنتخب رفقة فئة الشبان ليعرج بعدها على المنتخب الأولمبي في فترات متقطعة، قبل أن يستقر به المطاف رفقة الطوسي، الذي يعرف امكانياته عن قرب، ضمن لائحة المنتخب الأول.