انزلاق الغضروف أو السياتيك أو «عرق النساء» من بين الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى إصابة فقرات الظهر، وخاصة الفقرة الخامسة، مما يؤدي إلى ضغط على عصب السياتيك ويتسبب في آلام حادة أسفل الظهر إلى حدود الأصبع الكبير من القدم. وتعود أسباب الإصابة، كما يؤكد هشام ساطع، الأخصائي في أمراض العظام والمفاصل، إلى سببين هما، أولا حمل الأوزان الثقيلة، والجلوس بطريقة خاطئة، والقيام بحركات قاسية على الجسم، إضافة إلى البدانة. وثانيا عند بلوغ الشخص 50 سنة، يفقد الغضروف فاعليته ومرونته ويصبح خشنا، وقد يصاب الغضروف ويخرج من مكانه ويضغط أسفل على العصب ويعطي نفس الأعراض. ويعتمد التشخيص، يقول هشام ساطع، أولا، على الفحص السريري للمريض، وثانيا على إجراء أشعة للعمود الفقري. وقد أصبح تشخيص الانزلاق الغضروفي أكثر سهولة بفضل التطور المضطرد في مجال الفحص بالأشعة بالاعتماد على الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي. بالنسبة للعلاج فإن علاج الانزلاق الغضروفي يتطلب الراحة التامة، وتعطَى للمريض أدوية تسكين الألم كمضادات الألم والالتهاب لمدة 10 أيام، ثم معاودة الطبيب مرة أخرى، إضافة إلى العلاج الفيزيائي. أما عن خطورة الإصابة بالانزلاق الغضروفي لدى المصابين بأمراض مزمنة، وخاصة المصابين بمرض السكري والضغط الدموي، فإن الطبيب يجد بعض الصعوبات في علاج المرض، إذ يكون عليه تحديد مقادير مضادات الألم وباقي الأدوية التي يتناولها المريض وتستدعي دقة متناهية ومتابعة دقيقة من الطبيب المعالج. أما بالنسبة إلى التدخل الجراحي فلا يُنصَح بالتعجل بشأنه ويُلجَأ إليه في حالة عدم تحسن الحالة بأنواع العلاجات المتاحة. يختتم هشام ساطع قائلا: «الانزلاق الغضروفي مرض مزمن ومن المستحيل إرجاع الغضروف إلى مكانه في حالة انزلاقه، لذلك تبقى الوقاية هي الطريق الوحيدة للمريض وعلى الطبيب إسداء نصائح للمريض حتى يمكنه التعايش مع المرض، منها عدم مزاولة الرياضات القاسية والاكتفاء بممارسة رياضة السباحة والمشي لمسافة محدودة. تحذير يحذر الأخصائي المصابين بالانزلاق الغضروفي من اللجوء إلى الطب الشعبي المسمى ب«قطع العرق»، لأن الطبيب بدل علاج الانزلاق يصبح مجبرا على علاج التعفن الناتج عن ذلك.