«من على صفحات جريدة «المساء» أعلن استقالتي، أنا محمد الحبابي، ثالث ثلاثة أسسوا الاتحاد الوطني ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى جانب الشهيد المهدي بنبركة والقائد الكبير عبد الرحيم بوعبيد؛ بل وأهرب من هذا الحزب الذي أصبحت تفوح منه كل روائح الوصولية والانتهازية»، بهذه الكلمات أعلن محمد الحبابي استقالته من الاتحاد الاشتراكي، ليكون ثاني أبرز اسم يستقيل، بعد علي بوعبيد، نجل عبد الرحيم بوعبيد مؤسس الاتحاد الاشتراكي. وربط الحبابي، بوضوح، استقالته من الاتحاد الاشتراكي بانتخاب ادريس لشكر كاتبا أول للحزب حين قال: «وإذ أتبرأ من هذا الهيكل المنخور الذي يحمل اسم الاتحاد الاشتراكي، لا أشك بتاتا في أن العديد من المناضلين الصادقين، الذين بقوا إلى الأمس القريب يأملون في إصلاح الاتحاد الاشتراكي وإرجاعه إلى سكة القوات الشعبية، سوف يخرجون من هذا الهيكل بعد أن أسندت قيادته إلى ادريس لشكر»؛ مضيفا أن لشكر «تآمر على الحزب رفقة محمد اليازغي لكي يصبح رئيسا للفريق الاتحادي في البرلمان، ثم عاد ليتآمر ضد اليازغي بعدما أخلف وعده له بالاستوزار». كما قال الحبابي إن «لشكر يعتبر أن الاتحاديّ الحاذق هو الذي راكم ثروة من المال العام أو هو من يحسن إدارة لعبة التوافقات اللامبدئية والانتهازية مع أية جهة تضمن مصالحه الأنانية». من جهة أخرى، هاجم إدريس لشكر، الكاتب الأول الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعض التصريحات المنسوبة إلى قياديين في حزب العدالة والتنمية الذين لم يرحّبوا بانتخاب لشكر على رأس الاتحاد، مؤكدا، خلال استضافته صباح أمس من طرف منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء أن الحزب ناضل وسيناضل من أجل استقلالية قراره الحزبي، «وأنا شخصيا أرفض أن يمارس عليّ أفتاتي أو غيرُه أي وصاية، خاصة من شخص ينتمي إلى المرجعية المحافظة التي يمثلها هذا الشخص وحزبه، وهؤلاء الذين يحاولون إلصاق الشعبوية بنا هم أول من انتهجوا الشعبوية بعد وصول حزبهم إلى الحكومة». وفي اللقاء نفسه، وجه لشكر رسائل «غزل» إلى حزب الاستقلال وأمينه العام حميد شباط، واصفا الحزب ب«الحزب التاريخي الذي يضمّ مجموعة من النخب وليس الشعبويين». إلى ذلك لم يسلم حبيب المالكي، الذي دعم ادريس لشكر في الدور الثاني من المؤتمر، من هجوم الحبابي الذي ذكر أنه يعرفه منذ خمسين سنة، وقال إنه «عالم اقتصادي، لكنه عالم يوظف علمه لخدمة مصالحه الانتهازية، كما توظف العاهرة جسدها»، مضيفا: «لقد كان المالكي دائما ينساق وراء رئيس الجوقة، سواء كان المايسترو هو ادريس البصري أو ادريس لشكر». وقال الحبابي إن فتح الله ولعلو زاره بعد خروجه من المؤتمر، في أعقاب الإعلان عن نتائج الدور الأول من المؤتمر والتي أسفرت عن فوز لشكر والزايدي، وقال له: «الاتحاد الاشتراكي يعرف بدونة «Une ruralisation» غير مسبوقة»، وإن «المال الحرام وإرشاء المؤتمرين كان هو الموجه خلال هذا المؤتمر».