أعلنت حالة استنفار غير مسبوقة، أول أمس، داخل صفوف جماعة العدل والإحسان سواء داخل المغرب أو خارجه، وأوضح مصدر مطلع أن مسؤولي الجماعة بجميع مدن المملكة وبالخارج اتخذوا، فور إعلان وفاة المرشد، تدابير من أجل الانتقال إلى العاصمة الرباط للمشاركة في مراسيم تشييع جنازة المرشد. وعلمت «المساء» أن أعضاء من الجماعة بكل من فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وهولندا ودول أوربية أخرى سارعوا إلى العودة إلى المغرب من أجل حضور مراسيم تشييع جنازة المرشد الراحل، وعرفت الرحلات الواردة على مطاري محمد الخامس بالدار البيضاءوالرباطسلا إقبالا مهما من طرف أعضاء الجماعة بالخارج الذين حضروا للمشاركة في مراسيم التشييع. وأكد المصدر ذاته أن أعضاء الجماعة بأوربا بذلوا جهودا حثيثة ومبالغ مالية كبيرة من أجل الحصول على تذاكر سفر إلى المغرب في آخر لحظة للمشاركة في الجنازة. إلى ذلك، وفي سياق الضغوط التي تقوم بها السلطات من أجل منع أعضاء الجماعة من الوصول إلى العاصمة الرباط أصدرت السلطات المحلية في طنجة قرارا، مساء أول أمس الخميس، بمنع أي حافلة من الخروج من المحطة الطرقية لطنجة خارج الأوقات الرسمية، كما «ضغطت» على مجموعة من أرباب الحافلات لرفض تأجيرها لأشخاص منتمين إلى جماعة العدل والإحسان، في محاولة للحد من تدفق منتسبي الجماعة، لحضور جنازة مؤسسها ومرشدها الشيخ عبد السلام ياسين الذي وافته المنية فجر أول أمس. وذكرت مصادر من قيادات جماعة العدل والإحسان في طنجة، أن السلطات سعت منذ الأمس لمنع شباب الجماعة والمتعاطفين مع فكرها من الانتقال إلى الرباط لحضور جنازة الشيخ عبد السلام ياسين، إذ منعت خروج الحافلات في غير أوقاتها، كما منعت دخول حافلات إضافية تربط طنجة بالعاصمة، وتم الضغط على أحد أرباب الحافلات للتراجع عن اتفاق كان قد عقده مع منتمين إلى الجماعة بهدف توفير حافلتين لنقل العشرات من «العدليين» إلى الرباط، وقد خضع صاحب الحافلتين فعلا للضغط وألغى الاتفاق صباح أمس الجمعة، وتضيف مصادر من «الجماعة» أن الضغط طال باقي أرباب الحافلات الذين رفضوا عقد أي اتفاق مع المنتمين إلى الجماعة، عندما حاولوا إيجاد بديل للحافلتين المنسحبتين. وقالت مصادر الجماعة، إن السلطات عملت على «التضييق» أيضا على أرباب الحافلات الصغيرة، وقام أعوان سلطة بتدوين أرقام جميع الحافلات التي انطلقت صوب الرباط حاملة منتسبين إلى الجماعة أو متعاطفين معها، كما خضع شباب العدل والإحسان بدورهم إلى «التضييق»، حسب المصادر ذاتها، إذ سجل حضور مكثف لأعوان السلطة بإحدى نقط الانطلاق في مقاطعة بني مكادة، كما حضر عدد من أفراد الشرطة على متن دراجات نارية لدفع شباب الجماعة للتراجع عن حضور جنازة المرشد، وهو ما أثار تخوف مجموعة من الشابات اللواتي تراجعن عن السفر، بحسب المصادر ذاتها. واختار المئات من المنتسبين إلى جماعة العدل والإحسان والمتعاطفين معها، التي تعد مدينة طنجة إحدى معاقلها المهمة، التوجه عبر السيارات الخاصة أو الحافلات الصغيرة صوب الرباط، حيث لوحظ منذ مساء الأمس تواجد مكثف لهاته العربات على الطريق الرابطة بين طنجة والعاصمة، فيما اختار آخرون التوجه إلى الرباط عبر القطار، لتفادي «مضايقات» السلطة. وفي سياق متصل، أطلقت مختلف الأجهزة الأمنية في آسفي طوقا أمنيا واستخباريا على محيط المحطة الطرقية ومحطة القطار تحسبا للمشاركة المكثفة لأعضاء من جماعة العدل والإحسان في جنازة الشيخ عبد السلام ياسين. وكشفت معطيات ذات صلة أن تعليمات أمنية عليا صدرت للحد من المشاركة المكثفة لأعضاء جماعة العدل والإحسان في المدن المغربية التي تعرف بكثافة التواجد «العدلي»، وقالت المصادر ذاتها إن الأمن في آسفي ظل يراقب تحركات أعضاء الجماعة وقام بجرد دقيق لمواقيت وركاب حافلات النقل العمومي التي تربط آسفي بالعاصمة الرباط. وأوردت أنباء أن بعض المشاركين من آسفي في جنازة الشيخ عبد السلام ياسين تعرضوا لمضايقات أمنية، وهي المعطيات التي لم تتمكن «المساء» من التأكد من صحتها لدى مصادر أمنية.