عندما تحدثنا عن «محور الشر»، قلنا إن ثالوثا استخباراتيا أمنيا إعلاميا تكالب على تجربة «المساء» ويريد القضاء عليها. لم يعد ذلك سرا، فأحدهم قال على مسمع من القاضي «إنه يجب القضاء على هذا الرجل»، مشيرا إلى الزميل رشيد نيني، وآخر قال في فضائية عربية إنه «يناضل» من أجل إقفال «المساء»، وبعض الأجهزة استخرجت «آلياتها» الثقيلة من أجل مضايقة مساهمي «المساء» أمنيا وقضائيا بتنسيق غير مسبوق مع وكالة رسمية وقناة تلفزية وجريدة.. رصيف مسخرة لهدف واحد انكشف أمام الجميع. لقد سبق وقلنا إننا نعتز بموقف الزملاء في القطاع من قضية «المساء»، وهذا يدل على أن خطة الأجهزة بالاستفراد بالمنابر واحدا تلو الآخر فشلت فشلا ذريعا، وبدا واضحا من مد التضامن مع «المساء» أن القطاع لن يقدم أيا من أعضائه قربانا ل«محور الشر»، بل أكثر من ذلك هناك اليوم تنسيق من أجل خلق تنسيقية تتشكل من نقابة الصحفيين وفيدرالية الناشرين والفيدرالية المغربية للإعلام وهيئات حقوقية ومدنية ستكون نواة ضغط لحماية حرية التعبير بالمغرب، لذلك لن ننساق أمام ترهات صحيفة رصيف كل رصيدها أنها جعلت من سب «المساء» ومسؤوليها ومساهميها وصحفييها أصلا تجاريا منذ عدة أشهر. «المساء» أكبر من ذلك، والتزامنا بالصمت لأزيد من ستة أشهر جاء لأننا لا نريد أن نقحم القارئ في سجالات فارغة من نسج خيال الأجهزة، إذ منذ انطلاق الحملة على «المساء» كنا نعرف أنها بداية الحرب علينا وأن تلك الحملة المسعورة كانت تهدف إلى جرنا إلى معارك جانبية لترك المجال للأجهزة لتجهز علينا دون عناء... وبكثير من الصبر تحملنا كل أنواع الشتم من قبيل تلك التي لا تخطر على بال، إذ استنكرها الزملاء في الفيدرالية للإعلام والنقابة الوطنية للصحافة المغربية... التي نالت نصيبها هي الأخرى من الشتم جراء موقفها الرافض لأسلوب السفالة المستحدث من طرف الأجهزة التي صار بعض أفرادها «زملاء» لنا بالإكراه لتمرير «محاضرهم» أو «مقالاتهم».. فالأمر سيان. لقد نعتونا بالاسم وبالبنط العريض وعلى الصفحات الأولى ب... الشاذون جنسيا... أبناء العاهرات... مساخيط الملك... مبيضو ومهربو الأموال... ممارسو الصحافة ب«التسلكيط»... وبعبارات لا ينطق بها إلا الحثالة... من أجل ذلك قررنا أن نلجأ إلى القضاء لرد الاعتبار إلينا، وسنظل نفعل ذلك لأن القضاء هو المكان الأمثل لوقف هذه المهازل، ولأننا سنظل نؤمن بمؤسسة القضاء مهما يكن. أما «المساء» فأكبر من أن تنال منها مثل هاته المضايقات التافهة والخطط المنحطة والأساليب البائدة... واهمون إذا اعتقدتم أن «المساء» ستنشغل بمعارك درجة رابعة... معركتنا مع كل أشراف الصحافة هي إخراج قانون الصحافة إلى النور.. هي خلق محاكم خاصة بالصحافة.. هي لم شمل القطاع، هي بلورة ميثاق أخلاقيات يسمو بالمهنة، هي المساهمة في تكريس ثقافة حرية التعبير وحقوق الإنسان... ألم نقل لكم إن نفسنا طويل؟