قام سبعة شبان، بينهم ثلاث فتيات، يدعون أنهم ينتسبون إلى عائلات نافذة، بالاعتداء على حراس الأمن الخاص بمستشفى ابن طفيل بمراكش بعد خلاف مع هؤلاء الحراس. وعمد الشبان السبعة إلى تخريب الأبواب الزجاجية لقسم المستعجلات، وترويع المرضى الذين توافدوا على هذا القسم صباح أول أمس السبت. وأوضحت مصادر من عين المكان، في اتصال أجرته معها «المساء»، أنه في حدود الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم نفسه، حلّ أربعة شبان وثلاث فتيات رفقة مريضة، بقسم المستعجلات التابع لمستشفى ابن طفيل، من أجل علاجها. وطبقا للقانون المعمول به داخل المصلحة المذكورة، رفض حراس الأمن الخاص إدخال الأشخاص السبعة جميعهم مع المريضة، مؤكدين لهم أن القوانين المعمول بها لا تسمح سوى لشخص واحد أو اثنين على الأكثر بمرافقة المريض. غير أن الشبان، الذين كان بعضهم في حالة غير طبيعية، لم يستسيغوا فرض هذا القانون عليهم على اعتبار أنهم «شرفاء»، حسب ما أكدوه للحراس، حيث أشهروا بطاقة كتب عليها أن حاملها هو من «الشرفاء»، لكن الحراس تجاهلوا البطاقة وعمدوا إلى تطبيق القوانين المعمول بها داخل المؤسسة. حينها استشاط الشبان غضبا، وعمدوا إلى دفع الحارس الأمني الموجود عند باب قسم المستعجلات، ليسقط أرضا، فتدخل باقي حراس الأمن الخاص للسيطرة على الوضع وعلى الأشخاص الهائجين. لكن الوضع لم يزدد إلا سوءا، حيث قام الأخيرون بتكسير الأبواب الزجاجية لقسم المستعجلات، وعاثوا فسادا وتخريبا في المقاعد والأبواب، ثم تطور الاعتداء ليشمل الحراس، إذ عمد اثنان من الشبان الهائجين إلى التقاط شظايا من الزجاج المتكسر من الأبواب والنوافذ ووجها بواسطتها ضربة إلى حارسين اثنين، مما أدى إلى إصابتهما بجروح عميقة تطلبت خضوعهما للعلاج. أما الفتيات المرافقات للشبان الأربعة فلم يقفن مكتوفات الأيدي بل حاولت إحداهن توجيه ضربة إلى أحد الحراس باستعمال قطعة زجاج، لكن تدخل إحدى المريضات حال دون وقوع الاعتداء، حيث قامت بدفع الفتاة وسحبها إلى مكان آخر، لتكون حصيلة هذه «المجزرة» التي نفذها الشبان هي جرح أربعة حراس من الأمن الخاص، وتكسير عدد من الأبواب والنوافذ، وتوقيف الخدمة في قسم المستعجلات لمدة فاقت الساعة. وبعد مرور ساعة من الزمن، حل رجال أمن بالمصلحة المذكورة وعاينوا الخسائر التي لحقت بالقسم، وطلبوا من الشبان الالتحاق بمقر الدائرة الأمنية للتحقيق معهم. وبعد أن أنجز عدد من الحراس شواهد طبية تثبت العجز الذي طالهم جراء الاعتداء عليهم من قبل من ادعوا انتماءهم إلى «الشرفاء»، طلبوا من المصالح الأمنية عدم إخلاء سبيل المعتدين والتحقيق معهم، وهو الأمر الذي لا زال جاريا.