اعتبر كريم غلاب أن الطريقة التي تعَدّ بها ميزانية مجلس النواب تخلّ بمبدأ فصل السلط وبالدستور الذي يقر ذلك، كما أن السلطة التشريعية مسؤولة عن مراقبة الحكومة، لذلك لم يحضر غلاب مناقشة الميزانية، لأنه لو حضر فإنه بذلك يزكّي سلطة الحكومة على مجلس النواب، حسب قوله. وقال غلاب، في ندوة صحافية نظمت أول أمس في مقر مجلس النواب، «إن عدم حضوري يدلّ على صيانة مبدأ الاستقلالية ورسالة ضمنية تفيد أن مجلس النواب هو الذي يراقب الحكومة وليس العكس»، موضحا أن هناك انكبابا على الأسس القانونية من أجل العمل على استقلالية المؤسسة التشريعية، عبر التنصيص على ذلك في النظام الداخليّ أو في القانون التنظيمي للمالية، المُرتقَب صدوره. ومن جهة أخرى، أبرز رئيس مجلس النواب أنه تم عرض مسودّة ميزانية مجلس النواب على مكتب المجلس، المكون من فرق الأغلبية والمعارضة ونوقشت مضامينها، ليتم وضع مطالب للحكومة فاستجابت لها كاملة، دون استثناء. وحول الانتقادات التي وُجّهت لإدريس اليزمي، لعدم حضوره مناقشة ميزانية مجلس الجالية، أوضح غلاب أن المجلس ما زال يبحث عن الطريقة الأنجع لتحديد طبيعة العلاقة بين البرلمان وهذه المؤسسة، لأنه ليس هناك وزير وصيّ عليها وأن المجلس الدستوري موكول له الحسم في الأمر. وقال غلاب: «يجب استدعاء هذه المؤسسات على الأقل لمراقبة طريقة صرف الميزانية العامة المخصصة لها». وبخصوص مساهمة البرلمانيين في صندوق التماسك الاجتماعي، أكد أن البرلمانيين سيساهمون فيه، عكس ما تم الترويج له، لكنّ الإشكال المطروح، حسب غلاب دائما، هو أنّ البرلمانيين لا يتلقون أجورا حتى يتم الاقتطاع منها، بل يحصلون على تعويضات. وعن الانتقادات التي توجهها فرق الأغلبية للحكومة، أكد رشيد ركبان، رئيس فريق «التقدم والاشتراكية» في مجلس النواب، أنه «يجب التفريق بين برنامج حكومي ودستور يعطي البرلمانَ وظيفة المراقبة، لذلك فإن الانتقادات التي يقدمها نواب الأغلبية تهدف إلى التنبيه إلى مكامن الخلل والتقدم باقتراحات للدفع بالعمل الحكومي، ليختم بالقول إن «الحكومة حكومة والبرلمان برلمان». ومن جانب آخر، انتقد عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، طريقة متابعة أعمال الصحافيين أشغال مجلس النواب، خلال الندوة الصحافية، حيث اتهمهم بانتقاء ما يروقهم ويستفز الرأي العامّ من مداخلات البرلمانيين لنشرها، ليرد عليه أحد الصحافيين بأن «البرلمانيين -بدورهم- لا يركزون في مداخلتهم ويجترّون الكلام».