لم يتمكن «الهولدينغ الملكي» من الظفر بصفقة تدبير الرصيف الثالث لميناء الدارالبيضاء، بعد أن استطاعت «مرسى ماروك» هذا الأسبوع الفوز بهذه الصفقة التي تعتبر ذات أهمية بالغة في تعزيز أنشطة الميناء. وطرحت نتيجة الصفقة تساؤلات كثيرة لدى الفاعلين في المجال الاقتصادي، غير أن عددا منهم اعتبرها خطوة إيجابية تعكس الدور الجديد الذي يلعبه الهولدينغ الملكي كمنافس اقتصادي يسري عليه ما يسري على باقي المنافسين، وبالتالي يمكن أن يربح صفقة ما كما يمكن أن يخسرها. وجاء فوز «مرسى ماروك» بصفقة تدبير الرصيف الثالث لميناء الدارالبيضاء بعد منافسة شرسة مع الكونسورسيوم المشكل من الشركة الوطنية للاستثمار والشركة الإسبانية «تي سي بي»، وكذا الكونسورسيوم المشكل من «سومابور» و«كوماناف» والمجموعة الفرنسية «سي إم أ». ويعتبر الرصيف الثالث لميناء الدارالبيضاء دعامة لممارسة المغرب سيادته على مبادلاته الخارجية، ولتسريع وتيرة إنجاز الأنشطة المينائية مع التقليص من كلفتها، حيث إن ارتفاع طاقته الاستيعابية إلى 600 ألف حاوية سيعطي لميناء الدارالبيضاء فرصة جديدة لاستقطاب المزيد من الأساطيل الدولية العاملة في مجال نقل الحاويات. على مستوى آخر، وفي أول تحرك من نوعه من قبل البنوك المغربية تجاه السوق المصرية، حصل بنك «التجاري وفا بنك»، التابع للهولدينغ الملكي، على موافقة البنك المركزي المصري بإجراء فحص ناف للجهالة للوحدة المصرفية لبنك «بي إن بي باريبا» في مصر تمهيدا لتقديم عرض مالي للاستحواذ عليها. ويعد «التجاري وفا بنك» أكبر مجموعة بنكية ومالية في منطقة المغرب العربي والثالثة على المستوى الإفريقي من حيث الحجم. وقال الهادي شايب عينو، عضو مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية ومدير عام اتحاد البنوك المغربية، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول للأنباء، إن «التجاري وفا بنك» عرض شراء الوحدة المصرفية لبنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي في مصر للاستفادة من إمكانيات الوحدة في مجالي تمويل التجارة الخارجية والتجزئة المصرفية، مشيرا إلى أن البنك الفرنسي له خبرة طويلة في هذين المجالين.