شلّ عشرات الباعة المتجولين في السوق العشوائي في زنقة بئر لحلو في سباتة بعمالة مقاطعات بنمسيك في الدارالبيضاء، صباح أمس الثلاثاء، حركة السير في شارع إدريس الحارثي، حيث «تمدّدوا» في الشارع احتجاجا على منعهم من طرف زملاء لهم من عرض بضائعهم على الأرض، حيث هاجمهم هؤلاء وهم مدججون بالهراوات. وطالب هؤلاء التجار المحتجّون زملاءهم بالالتزام بما أملته السلطات المحلية. وكاد السوق يتحول إلى «ساحة حرب» لولا تدخل السلطات المحلية والقوات المساعدة، إذ حضر عدد من المسؤولين، من بينهم مدير ديوان عمالة بنمسيك وقائد الملحقة الإدارية 60 والعميد المركزي ورئيس دائرة سباتة ورئيس الدائرة 23، حيث تم نزع فتيل هذه المواجهات وتم، في اليوم نفسه، فتح حوار مع ممثلي الباعة من أجل الخروج بصيغة جديدة ترضي جميع الأطراف. وأقدمت السلطات المحلية، ليلة الجمعة -السبت الماضية، على هدم الخيام البلاستيكية المنصوبة وإزالة العربات المجرورة، مما أثار غضب الباعة، الذين اعتبروا القرار «مجحفا»، خاصة بعض الباعة الذين يقطنون رفقة أسرهم في تلك الخيام، كما هو حال بائع الذي قال إنه أنجب أطفاله في هذا السوق وإنه عاجز عن توفير سكن لهم، بعدما تم هدم خيمته العشوائية. وأكدت مصادر «المساء» أن عمليات الهدم التي قامت بها السلطات، والتي خلفت ارتياحا عارما في صفوف سكان الحي، بينما حين أثارت موجة غضب شديدة في صفوف الباعة، أبانت عن واقع مرير لتلك الأسر التي كانت تستقر بالسوق، حيث تفاجأت السلطات التي اشرفت على العملية بوجود تجهيزات منزلية في تلك الخيام وأوانٍ وقنينات غاز.. وقررت السلطات تنفيذ عملية الهدم المذكورة بعدما رفض الباعة الامتثال لقرارها القاضي بالسماح لهم بعرض بضائعهم من الثامنة صباحا إلى الثانية بعد الظهر، على أساس أن يتوقف النشاط في السوق بعد ذلك، غير أنهم رفضوا هذا القرار، مطالبين باستمرار الوضع على ما كان عليه، وهو ما رفضته السلطات. وأضافت المصادر أن عمليات الهدم التي عرفها السوق تسببت في معاناة حقيقية للسكان، إذ إنه مباشرة بعد عمليات الهدم خرجت جحافل من «الطوبّات» و»هاجمت» السكان المجاورين، مما أثار غضبهم بعدما اقتحمت منازلهم.