حذرت جمعية «بيزاج» من انتشار عدوى «حمى المستنقعات» بالجماعة القروية لآيت عميرة، وذلك بعد انفجار قنوات الصرف الصحي بمركز الجماعة وتحولها إلى أودية وبرك من المياه العادمة بمختلف الشوارع والأزقة وقرب المؤسسات التعليمية وبعض الإدارات العمومية، وهو ما بات يهدد بكارثة بيئية خطيرة بالمنطقة، خاصة بعد ظهور الوباء الجلدي الغريب على أجساد مجموعة من الأطفال. وأشار التقرير الميداني الذي أعدته الجمعية المذكورة بعد معاينتها للظاهرة إلى أن مجموعة من قنوات الصرف الصحي اختنقت بسبب الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وأصبحت المياه العادمة عبارة عن أودية وجداول وبرك مائية مكشوفة، الأمر الذي أضحى يشكل خطرا وتهديدا حقيقيا لسلامة وصحة المواطنين بصفة مباشرة، نتيجة انتشار حشرات وجسيمات وبكتيريا سامة تتكون خصوصا من: الفيروسات، والنترات من المخلفات المنزلية، والمركبات العضوية، التي تعتبر مصدرا خطيرا في تلويث المياه الجوفية، وتصبح المشكلة أخطر بكثير عند حدوث تسرب في شبكات الصرف الصحي أو في حالة الصرف المباشر على سطح أو باطن الأرض وهو ما تمت معاينته ميدانيا، يضيف التقرير، وهذه المياه العادمة تكون مصحوبة بمادة سامة هي: «رابع كلوريد الكربون»، كما تتكون هذه المياه أي الصرف الصحي من مواد عضوية والرواسب وعناصر مغذية (المغذيات) ومواد صلبة وبكتيريا ومواد سامة (مبيدات). كما نبهت الجمعية إلى خطورة انبعاث مياه الصرف الصحي من المجاري إلى السطح وكذا تسربها نحو الفرشات المائية الجوفية، إذ اعتبرتها مسببا رئيسيا للعديد من الأوبئة والأمراض المعدية الفتاكة، إضافة إلى انتشار حشرات سامة وضارة خطيرة على سلامة وصحة السكان، خاصة تلك التي تعيش وتتغذى وتنشط في برك المياه العادمة ومياه الصرف الصحي وتنقل بالتالي الجراثيم والسموم إلى دم الإنسان، وتحدث بذلك تعفنات نتيجة احتوائها على كميات عالية من البكتيريا السامة، وهو أمر يحدث باستمرار وتمت معاينته في مختلف المناطق التي تعرف تلوثا بيئيا لمياه الصرف الصحي الخطيرة، أو حتى بعض المستنقعات المائية لمياه الأمطار على صحة المواطنين والساكنة وهو ما قد يتطور إلى نوع من الحمى نتيجة ضعف المناعة وعدم استعمال اللقاح والتعقيم والعلاج، وقد يكون مصحوبا بحمى ويؤدي إلى الوفاة ويتطور على شاكلة حمى المستنقعات، وكشف التقرير استنادا إلى بعض مصادر الجمعية ظهور حالات الكوليرا خلال سنوات مضت بالمنطقة، والأمر يستدعي اليقظة والتدخل الاستعجالي خاصة بمدرسة النخلة لمعالجة المصابين في أوساط التلاميذ والأساتذة، وتعقيم المؤسسة ودار الطالب والثانوية المجاورة بالمبيدات ضد الحشرات.