فاز الروائي الفرنسي جيروم فيراري، أمس، وبعد طول ترقب، بجائزة ال»غونكور»، التي هي بلا منازع جائزة الجوائز. وإلى غاية الإعلان عن اسم الفائز على الساعة الواحدة ظهرا من يوم أمس، تضمنت القائمة النهائية أربعة أسماء: باتريك دوفيل، الذي بحصوله على جائزة ال»فيمينا» أصبح خارج السباق، والروائية لندا لي، عن رواية «موجة عميقة» (منشورات بورغوا)، وجوييل ديكير، الذي من المحتمل أن يقصى بسبب حصوله على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية، وأخيرا جيروم فيراري صاحب رواية «خطبة سقوط روما» الصادرة عن منشورات آكت سود، والتي توجت بجائزة ال»غونكور». جيروم فيراري، وهو من مواليد 1968، مبرز في الفلسفة حيث درس سنوات هذه المادة بالكوليج الدولي للجزائر. شرع في الكتابة عام 2001 بنشره مجموعة قصصية بعنوان «تنوعات الموت»، ورواية في عنوان «ألف وصفر». وتعتبر كورسيكا، وهي المجال الذي عاش في أحضانه سنوات، ملهمه الأول. إذ جاءت روايته « بالكو أطلنطيكو» لاستعادة المناخ والأجواء القاسية لهذا البلد. اليوم يعيش جيروم فيراري ويدرس مادة السوسيولوجيا بالإمارات المتحدة وتحديدا بأبو ظبي. وتبقى روايته «المكان الذي فقدت فيه روحي»، الصادرة عام 2010 عن منشورات آكت سود، من أقوى رواياته. إذ تنضاف إلى سلسلة الأعمال الروائية المنددة بالتعذيب والاستعمار الفرنسي بالجزائر. وقد كشفت عن ولادة جيل من الكتاب لم يعش حروب الاستعمار، لكنه يزج بذاكرته في بشاعتها. ويبدو فيراري مشغولا بالذاكرة. ذاكرة الأمكنة وذاكرة البشر. إذ يشعر أن من واجبه إنعاش ذاكرة الحجر والشجر والماء وإلا بسط عليها المحو والنسيان ظلالهما القاتمة. في رواية «خطبة في سقوط روما» تسعى شخصيات الرواية (12 شخصية) إلى إعادة ضخ الحياة من جديد في قرية جبلية على قيد الاندثار. ويسترجع فيراري نفس العنوان، الذي سبق للقديس أغوستينوس أن استعمله في خطبته عن سقوط روما في القرن الخامس، التي أنذرت بانهيار الحضارة والديانة الكاثوليكية. في نظر جيروم فيراري من المحتمل أن تعرف حضارتنا اليوم نفس الانهيار. هذا «التشاؤل»، بالمعنى الذي تحدث عنه إميل حبيبي، المنبعث من المناخ السوداوي والمأتمي لجزيرة كورسيكا، هو الذي يضفي على كتابة فيراري مسحة آخاذة وعميقة. وإن توجت جائزة ال»غنكور» كاتبا في عقده الرابع فإنها توجت أيضا دارا للنشر بقيت إلى الآن على هامش الجوائز الأدبية التي تتقاسمها سنويا غاليمار، غراسي، سوي، فلاماريون، وهو ما عابه النقاد على هذه الجوائز. حصاد الجوائز منحت لجنة ال»فيمينا» بداية هذا الأسبوع جائزة هذا العام للرواية الفرنسية للكاتب باتريك دوفيل عن روايته «الطاعون والكوليرا»، الصادرة عن منشورات سوي. وقد سبق للرواية أن نالت جائزة مؤسسة «لافناك». ومنذ صدورها في شهر غشت، تحتل الرواية الصفوف الأولى للمبيعات التي ناهزت إلى حد الآن 40 ألف نسخة. وتعالج الرواية مسار أحد تلامذة لويس باستور، الذي ساهم إلى جانب العالم الكبير في اكتشاف جرثومة الطاعون بهونغ كونغ عام 1894. كما حصلت جولي أوتسوكا على جائزة ال»فيمينا» للرواية الأجنبية عن روايتها «منهم من لم ير البحر في حياته». وقد استغرقت كتابة الرواية 8 سنوات. والروائية أمريكية الجنسية يابانية الأصل. تستعيد الرواية حكاية ملايين اليابانيات اللائي غادرن بلدهن في بداية القرن التاسع عشر في اتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية للزواج من أمريكيين. لكن بعد الزواج أصبن بخيبة أمل كبيرة، حيث تعرضن للعنف، العنصرية، للشغل الشاق ولحاجز اللغة. وسبق للأكاديمية الفرنسية أن دشنت موسم الجوائز الأدبية لهذا العام بمنحها الجائزة الكبرى في 25 من أكتوبر للروائي السويسري الشاب جوييل ديكير، الذي لم يتجاوز 27 عاما عن روايته «الحقيقة في قضية هاري كيبيرت» الصادرة عن منشورات «فالوا».