- كيف تلقيت خبر فوزك بجائزة حرية التعبير الدولية لهذه السنة من طرف جريدة «لافوس ديل أوكسيدنتي»؟ < المناضلون الحقوقيون والصحفيون والمثقفون هم جزء من المجتمع المدني الإسباني، والذي هو على علم بالوضع الظالم الذي أعيشه جراء المنع الممنهج الذي يطالني. لا يسع المرء إلا أن يشد على يد هؤلاء المدافعين عن حرية الرأي والتعبير، فالعالم أصبح قرية صغيرة ولم يعد بإمكان الدكتاتوريات أن تفعل ما كانت تقوم به في السابق، حيث تستفرد بشعبها وتمارس عليه أبشع الانتهاكات. لقد أصبح الجميع يدرك اليوم أن المغرب يعرف مرحلة خطيرة من الهجوم على حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة بصفة عامة، والجائزة التي تسلمتها تشرف عليها هيئة تحكيم مستقلة تشكلها الجريدة تضم حقوقيين وصحافيين، وهي تسلم كل سنة إلى كتاب وصحافيين وفنانين مرموقين عرفوا بإبداعهم ودفاعهم المستميت كل في مجاله عن حرية التعبير، ومن الذين يسعوا إلى الكشف عما يود أعداء الديمقراطية إخفاءه والتعتيم عليه ولو بالحصار والقمع والمنع. - في الوقت الذي مازلت فيه ممنوعا من عرض أعمالك الفنية في وسائل الإعلام المغربية وفي القاعات العمومية، يتم توشيحك بجوائز من طرف عدد من البلدان الغربية، آخرها إسبانيا، كيف تعلق على ذلك؟ < في الواقع، هي رسالة للسلطات المغربية التي تقوم بالتضييق على حرية الإبداع والفن والصحافة. على المغرب أن يدرك أن هناك مؤسسات دولية وهيئات ومناضلين حقوقيين ومثقفين يرصدون هذه الخروقات. فالجائزة التي كان لي شرف تسلمها بشمال إسبانيا مرتبطة بحرية التعبير وجاءت لتشجيع حرية الرأي، كما أنها تأتي لتقف إلى جانب الحرية وضد القمع والمنع. - هل تتوقع مستقبلا السماح لك بإلقاء عروضك الفنية في التلفزة وبالقاعات العمومية بعد أكثر من 20 سنة من المنع؟ < في الحقيقة أود فقط أن أعرف هوية هذا العبقري الذي مازال يصر على منعي من إلقاء عروضي الفنية بالتلفزة التي يتم تمويلها من جيب المواطنين. للمواطن المغربي وحده الحق في رفض أعمالي أو قبول مشاهدتها ولا أحد يملك حق الوصاية عليه. إن المنع الذي يطالني هو تأكيد للوضع الخطير الذي يعرفه المغرب في مجال انتهاكات حقوق الإنسان وخنق حرية التعبير والرأي والصحافة. قضيتي هي جزء من حرية الإعلام والتعبير في المغرب، لست وحدي من يعاني من هذا الحصار الإعلامي، فهناك الكثير من السياسيين والمثقفين والمفكرين والفنانين الممنوعين من الظهور على شاشة التلفزيون الرسمي الذي يمول من أموال دافعي الضرائب. *فنان مغربي ساخر