حسناء زوان يعتبر الزكام مرضا مزعجا بالنسبة إلى معظم الناس وبمختلف فئاتهم العمرية، كما أن أعراضه تزول باستخدام الأدوية، ولكن عندما تكون المرأة حاملا، يقول الدكتور عبد العزيز قصير (أخصائي طب الأطفال والرضع) ، لن يكون في مقدورها تناول الأدوية وعلاجات الزكام والسعال الشائعة، لأنها قد تؤثر على صحة الجنين أو تؤدي إلى الإجهاض المبكر، وهذا يعني أنه على المرأة تحمل أعراض الزكام، مما قد يجعله يدوم لفترات أطول، لذلك ننصح النساء بالتلقيح ضده لتفادي أعراضه ومخاطره الصحية على المرأة والجنين. وبخصوص السعال، فهو بلا شك من الأعراض التي يجب تجنبها قدر الإمكان أثناء فترة الحمل، لأن استمراره قد يكون مؤلما، لا سيما أن عضلات البطن، تكون مشدودة من جراء انتفاخها خلال هذه الفترة، مما يجعل بعض النساء الحوامل يحاولن أن يكتمن سعالهن. أعراض الزكام يشير الدكتور قصير إلى أن أعراض الزكام في فترة الحمل، لا تختلف عن الفترات الأخرى، وإن كانت أكثر خطورة منها، حيث تقل كفاءة الجهاز المناعي قليلا أثناء الحمل؛ ولخصها في ارتفاع درجة حرارة الجسم، التعب والإرهاق، وزيادة الإفرازات المخاطية وسيلان الأنف، والسعال والعطس، والصداع. أهمية التلقيح أكد عبد العزيز قصير على أهمية التلقيح بمضاد الزكام خلال فترة الحمل، خاصة في حالة إصابة الحامل بأمراض مزمنة كمرض القلب، أو الربو، أو السكري، أو مرض بالجهاز العصبي، أو الكلى، حيث يكون من الضروري التلقيح في الثلاثة أشهر الأولى من حملها، حتى تكتسب وجنينها المناعة اللازمة التي تحميها من الإجهاض التلقائي، أما إذا تزامن موعد الولادة مع الفصول التي يكثر فيها الفيروس المسبب للزكام، فينصح بالتلقيح المضاد له في الثلاثة أشهر الأخيرة، تفاديا للولادة قبل الأوان أو تأخير في نمو الطفل داخل الرحم. أما إذا كانت الحامل تتمتع بصحة جيدة، فيمكنها التلقيح في الثلاثة أشهر الثانية من حملها، وإن كان في الدول المتقدمة، مثلا في أمريكا، فحتى هذه الفئة من الحوامل يمكنها التلقيح خلال الفترات الأولى، لكنهن يبقين تحت الرعاية الطبية بخلاف المغرب. التلقيح خلال الحمل وبعده شدد الدكتور قصير على ضرورة تلقيح الحامل باللقاح الواقي من الكزاز بغية حماية الجنين منه، وكذا التلقيح ضد الجذري، الحميرية والنكاف، أما اللقاح ضد الحصبة الألمانية، فيحذر التلقيح به خلال فترات الحمل، خوفا من تأثيره على الجنين وإصابته بتشوهات، خاصة إذا ما أعطي خلال الأشهر الأولى من الحمل، ولذلك يوصى بالتلقيح به قبل حمل المرأة بثلاثين يوما وبعد الولادة لا تلقح به إلا بعد مرور ستين يوما.
دراسة كشفت دراسة أمريكية أن السبب الرئيسي وراء إجهاض النساء الحوامل هو إصابتهن بمرض الزكام، لهذا فهن في حاجة للقاح المضاد أكثر من الفئات الأخرى. عبد العزيز قصير (أخصائي طب الأطفال والرضع)