يدرج الأطباء النساء الحوامل، ضمن خانة الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى بفيروس أنفلونزا الخنازير، والأكثر تعرضا لمخاطرها، إلى حد تهديد حياتهن بالموتولذلك فإن توصيات الأطباء المغاربة تصب في اتجاه تطعيم الحوامل ضد فيروس الأنفلونزا، لحماية حياتهن، وضمان استكمال حملهن، تبعا لما ذهبت إليه توصيات منظمة الصحة العالمية. وشرعت وزارة الصحة، منذ الخميس الماضي، في تطعيم النساء الحوامل ضد الفيروس، اللواتي بلغن الشهر الرابع من الحمل، بواسطة لقاح خال من مادة "adjuvant"، التي تضاف إلى اللقاح، لترفع من قوته على إثارة مناعة جسم الإنسان لمقاومة الفيروس، رغبة في تفادي احتمالات تعرضهن لأي حساسية للمادة المذكورة. ويبرر الأطباء دواعي المسارعة إلى تلقيح النساء الحوامل، بالسعي وراء وقف حجم الأضرار الصحية التي تصيب المرأة الحامل، لحساسيتها من فيروس الأنفلونزا، نتيجة انخفاض مناعتها في فترة الحمل، وبالتالي سهولة تعرضها لمضاعفات صحية في القلب والرئتين، في كثير من الأحيان تستدعي نقلها إلى المستشفى لتمتيعها بعلاج خاص. ومن انعكاسات الإصابة بعدوى فيروس الأنفلونزا على الحوامل، إصابتهن بالنزلة الشعبية والكحة الشديدة، ما يتسبب في إرهاق عضلات البطن والتأثير على عضلات عنق الرحم، إلى جانب تأثيره على صحة الجنين، سيما الشهور الأولى من الحمل، أي أثناء تكوينه، ما يجعل الفيروس أكثر تهديدا لحياته. وتستند هذه المخاوف إلى أن الخطر المحذق بالمرأة الحامل، يكون مضاعفا ثلاث مرات أكثر من باقي الأشخاص البالغين، ولذلك أدرجت الحوامل، ضمن خانة الأشخاص الأكثر حساسية من المرض، إلى جانب الأطفال، ما بين السنتين إلى خمس سنوات، والذين تجاوزوا سن الخمسين، والمصابين بأي من الأمراض المزمنة، مثل داء السكري والقصور الكلوي وأمراض القلب والشرايين. وتكمن خطورة الإصابة بفيروس الأنفلونزا بالنسبة إلى المرأة الحامل، في عجز جسد الحامل على مقاومة مضاعفات مرض أنفلونزا الخنازير، وبالتالي صعوبة مقاومة الفيروس لانخفاض مناعتها في هذه الفترة، علما أن الفيروس يهاجم بشكل رئيسي الجهاز التنفسي، ما يصعب على الحامل تحمله، سيما التي تشتكي ضعفا مناعيا، والمصابات بمرض تنفسي مزمن مثل الربو، أو أي مرض صدري آخر، تصبح معه حالتها أكثر سوءا. من أبرز الأعراض التي تظهر على الحامل المصابة، ارتفاع في درجة حرارتها إلى ما يتعدى 38 ونصف الدرجة، إلى جانب الزكام والكحة وألم الحلق والإسهال، علما أن الارتفاع الشديد في درجة حرارة جسم الحامل، يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض والولادة المبكرة، مع تشوه خلقي في الجنين. وتشكل إصابة الحامل بالفيروس خطورة كبيرة بالنسبة إلى الحامل في المرحلة الثالثة من الحمل، إذ تكون أكثر عرضة للاضطرابات الخطيرة بعدوى الفيروس، لذلك فإنه يتوجب عليها استشارة طبيبها قبل أخذ أي تطعيم، كما ينصحها الأطباء بألا تتردد في استشارة الطبيب، بعد أخذها اللقاح المضاد لفيروس الأنفلونزا، وذلك لوجود احتمالات شعورها بارتفاع درجة الحرارة، لأن جهاز المناعة يتعرف على الفيروس. ومن التوصيات الموجهة للنساء الحوامل، مراجعة طبيبهن الخاص منذ اللحظات الأولى لشعورهن بالأعراض الأولى للحمل، مع الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالأنفلونزا، الذين يشكون سيلانا في الأنف، إلى جانب حثهن على المحافظة على نظافة البدن وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون، أو بأي مادة منظفة ومعقمة، سيما بعد استعمال وسائل المواصلات العمومية. وتنصح النساء الحوامل بضرورة ارتدائهن للقناع الواقي للأنف عند خروجهن من البيت، وارتيادهن الأماكن المزدحمة، والتي تفتقر إلى التهوية، لأن احتمالات إصابتهن ووفاتهن من الفيروس، تكون كبيرة مقارنة بغيرها، لضعف جهاز مناعتها خلال الحمل عن المعتاد. يشار إلى أن انتشار العدوى بفيروس أنفلونزا الخنازير، تجري بواسطة قطيرات الماء التي تنتشر في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطس، لذلك ينصح العلماء بعزل المصاب بالعدوى، وإعطائه مضادات الفيروسات لاحتواء الوباء، رغم أن المرض يستمر من 3 إلى 7 أيام، والبعض قد يعانون المضاعفات، لدرجة الدخول للمستشفى، بينما يموت الآلاف، عبر العالم، بسبب مضاعفات الأنفلونزا، معظمهم من المسنين أو الأطفال.