قال عادل الكروشي، لاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب الوطني لكرة القدم إن الجميع داخل الرجاء يراهن على حصد "الأخضر" واليابس هذا الموسم، مشيرا في حوار أجرته معه "المساء الرياضي" إلى أن الناخب الوطني رشيد الطوسي اعتمد على أشرطة فيديو تتضمن احتفالات الجمهور المغربي وانتصارات سابقة ل"الأسود" من أجل تحميس اللاعبين قبل مباراة الموزمبيق. في الحوار التالي يتحدث كروشي عن تجربته مع الرجاء، وعن أسباب الانطلاقة القوية للرجاء هذا الموسم، وعن الأجواء داخل المنتخب الوطني. - بداية، ما هو السر في تأقلمك بسرعة مع أجواء الرجاء رغم أنك حديث العهد بالفريق؟ ليس هناك أي سر، كل في ما في الأمر أنني وفقت ولله الحمد في التوقيع على بداية جيدة مع الرجاء البيضاوي الذي انضممت إليه خلال «الميركاتو» الصيفي الأخير، وقد ساعدتني في ذلك مجموعة من الظروف ومن بينها العلاقة الجيدة التي تربطني ببعض لاعبي الفريق خصوصا الذين يلعبون في المنتخب الوطني، والذين لم يبخلوا علي بمساعداتهم، وكذلك ساعدني على الانصهار في الفريق الانسجام السائد بين لاعبي الفريق «الأخضر»، كما أنني شاركت في جميع المعسكرات الإعدادية التي خاضها الفريق استعدادا للموسم الكروي الحالي، هذا دون أن أنسى دور جمهور الرجاء الذي استقبلي بحفاوة وساعدني على الانسجام مع أجواء الرجاء، وبهذه المناسبة أتقدم له بتشكراتي. - ألا تخشى على مركزك كظهير أيسر في الفريق في ظل وجود مجموعة من اللاعبين الذين يشغلون نفس المركز؟ لا بالمرة ليس لدي أي تخوف، وإن كانت المنافسة بيننا تصب أولا في مصلحتنا من أجل تطوير مستوانا من جهة، ومن جهة ثانية تصب في مصلحة الفريق على اعتبار أن المنافسة تفرض على كل لاعب تقديم أفضل ما لديه من أجل أن يحظى بالرسمية، خصوصا وأن المدرب امحمد فاخر لا يضع اللاعب الرسمي في قاموسه، حيث يعتمد على اللاعب الأكثر جاهزية، ورغم المنافسة بيني وبين زميلي الضرضوري إلا أنه تربطني به علاقة جيدة لدرجة أننا نقيم في نفس الغرفة خلال تنقلاتنا مع الفريق، وبالنسبة لي أتمنى له حظا سعيدا وأؤكد أنه يملك إمكانيات كبيرة ويستحق حمل قميص الرجاء. - بماذا تفسر البداية القوية للرجاء خلال الموسم الحالي خلافا لما عاشه الفريق خلال الموسم الماضي؟ الفضل في البداية الجيدة لفريق الرجاء يعود إلى المدرب امحمد فاخر الذي عرف كيف يهيء اللاعبين للموسم الكروي الحالي، وساعده في إنجاز عمله على أحسن وجه توفر الفريق على مجموعة من اللاعبين المتميزين، وعموما فالوجه الذي ظهر به الفريق لم يأت بمحض الصدفة وإنما جاء بفضل العمل الكبير الذي يباشره المكتب المسير من خلال البرامج والمشاريع الإستراتيجية التي سطرها في انتظار أن يجني الفريق ثمارها سواء في الوقت الراهن أو مستقبلا. وأعتقد أن الوجه الذي ظهر به الرجاء ليس غريبا عليه مادام أنه فريق ألقاب وبطولات، ويتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة سواء داخل المغرب أو خارجه وكما يحلو لمحبيه أن يسموه «الرجاء العالمي». - بالنسبة لكم كلاعبين ما هي الأشياء التي تراهنون على تحقيقها هذا الموسم؟ طبعا نراهن على حصد «الأخضر» و«اليابس» هذا الموسم، وأول لقب سنضعه نصب أعيننا هو لقب كأس العرش التي تأهلنا إلى نصف نهايته، رغم أنه تنتظرنا مباريات صعبة على اعتبار أن كل مباراة نجريها فهي مباراة سد، لأن كل الفرق التي تواجهنا تستعد لنا بشكل خاص، لكن رغم ذلك سنحاول الحفاظ على مستوانا إلى آخر مباراة، من أجل إسعاد الجمهور الرجاوي الذي يعول علينا كثيرا لحصد الألقاب هذا الموسم، وكالعادة سنعلب على المنافسة على لقب النسخة الثنية من «البطولة الاحترافية»، وهو ما سأتمنى تحقيقه مع الرجاء لأول مرة في مساري الكروي، ونحن كلاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا ونعرف أن الألقاب تتطلب منا بذل مجهود أكبر داخل رقعة الملعب. - تنتظركم مواجهة ساخنة في نصف نهاية كاس العرش ضد الوداد، فكيف تتوقع هذا الديربي؟ رغم أنني لم يسبق لي أن عشت أجواء الديربي من قبل، إلا أنه وكما هو معلوم فالديربي له طقوسه الخاصة وتقاليده المعروفة، وبالنسبة للديربي المقبل فالأكيد أنه سيكون ساخنا خصوصا أن الأمر يتعلق بنصف نهاية كأس العرش التي يحلم أي فريق بنيلها، ويبقى القاسم المشترك بين الرجاء والوداد البيضاويين أنهما فريقان عريقان لهما صيت على الصعيدين الوطني والإفريقي، وهو ما سيضفي على المواجهة صبغة خاصة، وبالنسبة لي أتوقع أن جزئيات بسيطة ستحسم الديربي وهو ما سيحتم علينا التركيز كثيرا خلال هذه المباراة، وغن كان الفريق الذي سيستعد بشكل جيد للمباراة هو من سيفوز. - لنتحدث قليلا عن المنتخب الوطني الذي تأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، في رأيك كيف تحقق التأهل خصوصا أنه تحقق خلال مباراة الإياب ضد الموزمبيق التي كنت احتياطيا فيها؟ كما شاهد الجميع فتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات جنوب إفريقيا جاء عن جدارة واستحقاق، وذلك بفضل العمل الجيد الذي قام به الناخب الوطني رشيد الطاوسي خلال الفترة القصيرة التي تحمل فيها مسؤولية تدريب المنتخب، من خلال وضع الثقة في لاعبي البطولة الوطنية، وقبل المباراة الحاسمة ضد الموزمبيق كشف لنا الطوسي أنه لا خيار أمامنا سوى الفوز، والحمد لله نجحنا في حسم التأهل وتجاوزنا مرحلة الشك، ومباراة الموزمبيق لا نعتبرها سوى البداية، حيث تنتظرنا مهمة أخرى في النهائيات العام المقبل، وقبلها تنتظرنا مهمة التأهل إلى نهائيات كأس العالم رغم صعوبتها، وبالنسبة لنا كلاعبين تتملكنا رغبة كبيرة في اللعب في كأس العالم بالبرازيل. لكنا ما أثارنا كلاعبين قبل المباراة هو أن الطوسي ركز على تحميس اللاعبين من خلال مشاهدة أشرطة فيديو تظهر احتفالات الجمهور المغربي، وبعض الانتصارات السابقة للكرة المغربية، وهو ما بث في نفوسنا حماسا كبيرا من أجل الفوز، وهو ما تبلور على أرض الواقع ضد الموزمبيق خصوصا في ظل المساندة الكبيرة للجمهور الذي حج بملعب مراكش الكبير. - بالنسبة لك سبق أن عشت تجربة المنتخب مع مساعد غيريتس الفرنسي دومينيك كوبرلي والآن مع رشيد الطوسي، كيف تقارن بين التجربتين؟ نعم سبق لي أن تدربت على يد كوبرلي قبل التحاق غيريتس بالمنتخب الوطني إلا أنه لكل فترة خصوصياتها، فبالنسبة للمدرب رشيد الطوسي فهو يركز كثيرا على خلق الانسجام بين اللاعبين، ويحرص على خلق أجواء خاصة بينهم كما كان الشأن خلال الفترة الإعدادية التي سبقت مباراة الموزمبيق، لكل مدرب خصوصياته وطريقة عمله، وما ساعد الطوسي على النجاح في مهمته رغم صعوبتها أنه يحظى باحترام خاص من طرف الجمهور المغربي ومن طرف اللاعبين، عموما الأجواء حاليا جيدة داخل المنتخب الوطني. - خلال الفترة التي قضيتها في صفوف المنتخب الوطني ما الذي أثارك في طريقة عمل الطوسي؟ الطوسي مدرب يركز كثيرا على الجانب النفسي ويجيد كثيرا التواصل مع اللاعبين، أضف إلى ذلك أن تنصيبه مدربا للمنتخب الوطني كان في محله على اعتبار أنه مغربي يملك روحا وطنية خاصة، ومن الطبيعي أن يسعى إلى تقديم كل ما لديه إلى بلده، وقد كانت لديه رغبة كبيرة وإحساس بالفوز، وهو الأمر الذي حاول زرعه في اللاعبين من خلال تحميسهم خلال الفترة التي سبقت المباراة. - أخيرا، ما هي الخلاصات التي خرجتم بعد المباراة التي جمعتكم بفريق بنزرت التونسي برسم منافسات كأس الاتحاد العربي للأندية؟ قبل المباراة كنا نعي جيدا أن هذه المباراة ستلعب في شوطين الأول سنلعبه بميداننا ضد الفريق التونسي، والثاني سنلعبه بميدان الخصم في إطار منافسات كأس الاتحاد العربي، وهو الأمر فرض علينا أن نضع نصب أعيننا تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف حتى نلعب مباراة الإياب بتونس بارتياح من أجل حسم التأهل على الدور الموالي، والحمد لله تحققت رغبتنا وفزنا بأربعة أهداف رغم الندية التي تطبع المباريات التي تجمعنا بأشقائنا التونسيين، ورغم النتيجة الكبيرة التي حققناها إلا أن ذلك لا يمنعنا من الحذر خلال مباراة العودة ببنزرت.