سوق الأكباش الجديد الذي نقلته الجماعة الحضرية بتطوان إلى «حي كويلمة» يعرف ارتفاعا مهولا في الأسعار، هذا ما أجمعت عليه أراء مختلف الشرائح الاجتماعية التي استطلعت «المساء» آراءها، يوم أول أمس، بسوق كويلمة بطريق جماعة أزلا على الطريق المؤدية إلى بلدة وادلاو. وقالت الجماعة الحضرية، في بلاغ لها، إنه سعيا ل«تقريب» سوق الماشية إلى عموم ساكنة مدينة تطوان، وتفاديا للسلبيات التي سجلتها الإدارة الجماعية في المواسم السابقة، خصوصا منها عرقلة السير.. فقد تقرر مؤقتا نقل سوق الماشية المرتبط بعيد الأضحى إلى حي كويلمة. خيام الشواء أكثر من الأكباش أول ملاحظة تلفت انتباه المواطنين لدى توجههم إلى سوق الأكباش، هو أن عدد خيام الشواء والشاي أكثر من عدد الأكباش، «إن أغلبية الكسّابة فضلوا التعامل، هذه السنة، مع أصحاب بعض المرائب والدكاكين الفارغة لبيع أضحية العيد، مما جعل السوق يعرف فراغا كبيرا في ما يخص عرض أكباش العيد، مقارنة بأسواق عشوائية أخرى بمدخل تطوان. ويقول أحد الكسابة إن سومة كراء مرأب لبيع الأكباش تتجاوز 15 ألف درهم في مدة لا تتعدى أسبوعين، مما يؤدي إلى رفع ثمن الأكباش، ومن ثمة صعوبة اقتناء كبش «على قد الحال» من طرف أغلبية العائلات التطوانية ذات الدخل المحدود والمتوسط. لكن العرض يبقى ضعيفا جدا، وهو ما يطرح إمكانية ارتفاع الأثمان إذا لم تعمل ولاية تطوان على جلب المزيد من الأغنام للمواطنين، حتى يتمكنوا من شراء كبش العيد وفق استطاعتهم وبأثمان معقولة. ووفق ما عاينته الجريدة، فإن ثمن كبش متوسط الحجم يفوق 2400 درهم، فيما لم يكن يتعدى ثمنه السنة الماضية 1700 درهم، أي بزيادة 30 بالمائة. بينما تعرف الأكباش من سلالة «الصّردي» على قلتها بتطوان، ارتفاعا كبيرا في الأثمان يصل إلى 3200 درهم، وهو الارتفاع الذي أخر اقتناء الأغنام من طرف المواطنين في انتظار تدخل السلطة أو ارتفاع العرض خلال الأيام القادمة، نفس الاستنتاج يصدر عن بعض سائقي العربات والدراجات النارية التي يعج بها السوق، والمختصة في نقل الأكباش إلى غاية سكن المشترين، إذ قالوا إن «الحالة ناعسة» وأن عملية شراء الأكباش مازالت لم تنطلق فعليا نظرا لغلاء الأثمنة. ويقول أحد الأشخاص، وهو مستخدم بشركة بتطوان، إن مناسبة مثل عيد الأضحى «ترعبه» لأن جيبه لن يقدر على تحمل كل الأعباء دون اللجوء إلى الاقتراض. «لقد لجأت إلى طلب قرض من أجل اقتناء كبش العيد، يقول المتحدث مضيفا أن قروض الاستهلاك أرهقته ونغصت عليه حياته. الماعز ومرضى الكوليسترول تعرف بعض مرائب مدينة تطوان وبعض الأسواق الأسبوعية في القرى المجاورة، إقبالا كبيرا على شراء الماعز التي تفد من عدة مناطق وقرى جبلية بتطوان، كما تختلف نوعية العلف وطبيعة المراعي الجبلية الخاصة بها، حيث تضطر العديد من العائلات إلى شراء الماعز أو الجديان، لكون بعض أفرادها مصابين بمرض الكوليستيرول أو «السكري»، «هناك فرق كبير في كمية الكوليسترول الموجودة في لحم الماعز ولحم الخروف، يقول أحد الأطباء المختصين في التغذية للجريدة، مضيفا أنه لحوم الماعز لا تحتوى على كميات كبيرة من الدهون التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري، وهو المرض الذي أصبح مشكلة صحية خطيرة في المغرب، إذ تشير الإحصائيات الرسمية الأخيرة إلى إصابة 6.6 في المائة من المغاربة بهذا الداء المزمن، هذا فيما تفضل بعض العائلات إلى شراء أضحية العيد مباشرة من مربي الأغنام في قراهم ودواويرهم، مع الاتفاق على تركها في عين المكان إلى حلول العيد، ليتجنبوا عناء الاهتمام بها داخل شققهم أو في أسطح عماراتهم قبل العيد، كما أنهم يكونون واثقين من جودة الأضحية وعدم تعريض جيوبهم للزيادة في الأسعار التي يقوم بها الوسطاء و«الشناقة». مهن موسمية يعرف عيد الأضحى انتعاشا لبعض المهن الموسمية، ورواجا كبيرا لبعض الأواني الفخارية الخاصة بطهي بعض أكلات العيد التقليدية، حيث يختص بعض شباب المدينة المعطلين في بيع علف الأغنام وسط أحياء المدينة العتيقة، فيما يقوم آخرون بعرض سلعهم التي يكثر عليها الطلب مثل السكاكين و»الشوايات» وغيرها من الأواني البلاستيكية. كما يعرض آخرون طاولات وسط الأحياء الشعبية لبيع توابل عيد الأضحى التي يكثر عليها الطلب، وهي توابل خاصة بإعداد أكلات محلية تقليدية لا تستغني عنها ساكنة «الحمامة البيضاء». 7ملايين ونصف مليون كبش من جهتها، أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن المقارنة بين العرض والطلب في ما يخص رؤوس الأغنام والماعز، بمناسبة عيد الأضحى، تكشف أن العرض الذي يقدر ب 7.5 مليون كبش٬ كاف لسد الطلب المرتقب. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز بمناسبة عيد الأضحى المبارك لهذه السنة يقدر بحوالي 7.5 مليون رأس٬ منها 4.5 مليون رأس من ذكور الأغنام و3 ملايين رأس من الماعز وإناث الأغنام»، مضيفة بأن الطلب على أضاحي العيد يناهز 5.2 مليون رأس٬ منها 4.8 مليون رأس من الأغنام (4.3 مليون رأس من الذكور و500 ألف رأس من الإناث) و400 ألف رأس من الماعز.