قال رشيد الطوسي إن التأهل الذي حققه المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 التي ستحتضنها جنوب إفريقيا كان مستحقا، وشبه الطوسي طريقة أداء المنتخب واختياره الدفع بأسامة السعيدي في الجولة الثانية، بطريقة لعب الملاكم الأمريكي السابق محمد علي كلاي، الذي كان يرهق خصومه، قبل أن يجهز عليهم ب"الضربة القاضية". - ما هي انطباعاتك الأولية عن المباراة؟ من الضروري أن أشكر الجمهور المغربي كله، لأني أعلم أنه كلما حللنا وارتحلنا وقد وصلتنا أصداء كثيرة، بأنهم كانوا يدعون معنا وبخاصة الجمهور الذي حضر للملعب وساندنا ولا ينبغي أن أنسى دعمكم أنتم كصحفيين طيلة الأسبوع، في جميع المقالات الصحفية والتلفزيونات والمحطات الإذاعية شجعتمونا كثير بزاف وأشكركم ولنبقى متحدين جميعا وإلى الأمام. و لا أنسى أنني استفدت من خطابي لتحفيز اللاعبين بآية كريمة قالها صاحب الجلالة في نهاية خطابه في افتتاح مجلس النواب «إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا» وهو هدية لصاحب الجلالة». -الأكيد أن الجانب الذهني والنفسي كان له دور كبير في غياب جمل تكتيكية ؟ أكيد أن الجانب النفسي في المباراة الدولية له أهمية ودائما تصنيفه يكون في مرتبة أولى، وعندما لا تكون هناك حوافز نفسية كبيرة جدا لا يمكنك أن تلعب على مستوى عالي وأنا لا أتفق معك بأنه لم تكن هناك جمل تكتيكية، وإلا كيف سجلنا الأهداف، سجلناهم من جمل تكتيكية اشتغلنا عليها ولو لفترة وجيزة، وكما تابعتم عرفنا مسبقا بأن الفريق الخصم كان متكتلا بوسط الميدان وقطب الدفاع وكان من المفروض علينا أن نمر من الأطراف، والأكيد أن الجميع كانت له أهميته وفي الفريق الوطني لا يوجد لاعب أساسي 100 بالمائة أو لاعب احتياطي فكل اللاعبين ينبغي أن يكونوا مستعدين وقد هيأنا اللاعبين من الناحية الذهنية حتى إذا دخلوا ينطلقون للأمام، وأظن أن دخول اللاعب السعيدي أعطى إضافة واللاعب امرابط أعطى إضافة وحتى اللاعب ياجور. هذه هي قراءتي للمباراة إذ زيادة على العامل النفسي هناك أيضا تركيز على تكتيك هجومي محض سمح بتسجيل أربعة أهداف. -ألا تعتقد بأنه في الشوط الأول صعب المنتخب الوطني المهمة بالاعتماد على مهاجم واحد فقط ؟ في كرة القدم الحديثة أصبح الكل يشارك في المنظومة الدفاعية والكل يشارك في المنظومة الهجومية وقد لعبنا بطريقة 4-3-3 شريطة أن يشكل اللاعبون الذين على الأطراف إضافة للهجوم، حتى لا يكون هناك مهاجم منعزل وأعتقد أن تسجيل اللاعب عبد العزيز برادة في هذا المنوال فمن سجل الهدف إنه برادة عندما تحول إلى مهاجم ثاني مع العربي، وأعتقد أيضا أننا نلعب أمام فريق متمرس كانت معنوياته أيضا مرتفعة بحكم فوزه علينا بهدفين لصفر حيث كان مفروضا علينا أن نحتاط أيضا من الناحية الدفاعية حتى لا يسجل علينا وأظن أن الأمر يتعلق بدراسة والمباراة تلعب طيلة 90 دقيقة وكيف كان التفوق في الأخير مع تدبير المباراة أو ما يسمى ب»الكوتشينغ» حيث أننا كنا دائما مهيئين سيناريوهات من أجل إعطاء إضافة للهجوم مع مرور الوقت ومع العياء الذي سيدب في لاعبي الفريق الخصم. - كيف تنظر للدور الذي قام به وسط الميدان؟ أعتقد أن وسط الميدان يحمل دائما ثقل المباراة وأنتم تعلمون أن قوة الفريق الخصم تكمن في تواجد لاعبين محوريين رقم 7 دومنغيز واللاعب رقم 10 واللاعب رقم 16 عميد الفريق الذي كان يتحول إلى لاعب وسط من الناحية اليسرى، فإذا كنت أمام خصم يتوفر على مثل هؤلاء اللاعبين فأنا مرتاح للأداء الذي قدمه كريم الأحمدي وكذلك اللاعب خرجة الذي كان قائدا وفي بعض الأحيان يتحول للهجوم واللاعب بلهندة كان يظهر في فترات ومن خلال اختراقات جيدة. ونفس الشيء بالنسبة لبرادة بعد إحراز الهدف الثاني حين قمت بتغيير لا يمكن أن أصفه بالاضطراري بإخراج اللاعب بلهندة الذي كان يتوفر على إنذار وكان متوترا شيئا ما حيث تخوفت أن نلعب بعدد متساوي بعد أن أصبحنا نلعب بتفوق عددي وأظن أنه كل واحد قام بدوره وبأنه كان هناك تكامل بين الخطوط. - نود أن نعرف تعليقك على تصرف بلهندة الذي رفض تغييره؟ التمس لأخيك العذر 70مرة وبالنسبة لي فإن لي طريقة في التعامل أنني لا أحاسب أكثر، بقلب سموح وأكثر من مرة ينبغي ألا نتوقف عند «ويل للمصلين» بل وأيضا» الذين هم عن صلاتهم ساهون» فاللاعب بلهندة من بعد جاء عندي وتعانقنا وتصافحنا. لن يكون هناك توبيخ بل ملاحظة حتى لا يتكرر الأمر مستقبلا، لكن بلهندة يبقى لاعبا كبيرا ينبغي تشجيعه خاصة أنه لاعب صغير في السن. و أظن أنه فيما يخص قراءة المباراة القبلية فإن الفريق الخصم يكون في كامل طراوته البدنية مع بداية المباراة وخصوصا عند الشوط الأول، عندئذ يمكن لك أن تقوم بقراءة تقنية للشوط ويحصل تغيير وهذا هو تدبير المباراة حتى نتمكن من خلق فجوات، حيث كنا نعلم بأن رفع الإيقاع سيجعل الفريق الخصم يشعر بالعياء وقد لاحظتم أن أغلب الأهداف سجلت عندما انهار الفريق الخصم. - هل تتفق معي بأن الفريق الوطني مع السعيدي يختلف عن فريق وطني بدونه ؟ في السؤال يتواجد الجواب فمحمد علي كلاي كان يجري تغييرات في طريقة ملاكمته بإرهاق خصمة بحركات أرجله داخل الحلبة قبل أن يضربه بالكاو، وهذا تكتيك منا أننا أدخلنا السعيدي عندما كان في قمة طراوته البدنية وهو الوقت الذي يعطي فيه أكثر فبعد أن قام اللاعب عقال بدوره في الشوط الأول، جاء أسامة السعيدي وأكمل العمل أكثر بعد أن أصبح الفريق الخصم يدب فيه العياء وأكثر من هذا عندما أصبح يلعب بعشرة لاعبين وهو ما لا ينبغي أن ننساه. - هل لا يزال باب الفريق الوطني مفتوحا أمام أسماء جديدة؟ حاليا كان هناك 26 لاعبا وهذا العدد ليس نهائيا وهناك مواصفات ينبغي توفرها للانضمام للفريق الوطني وهذه نواة بناء منتخب مستقبلي ودائما انطلاقا من آية قرآنية «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون». - هل انتابك خوف في هذه المباراة وكيف دبرته ؟ الخوف عامل من العوامل الأساسية في التهييء النفسي من المستوى العالي في ظل احترام الخصم وبالنسبة لي كان تخوفي هو ألا يظهر الفريق الوطني بمستواه، وبالتالي عليك أن تحتاط من فريقك أكثر من احتياطك من الفريق الخصم، وأنا هنا أشكر اللاعبين الذين استجابوا وكانوا في الموعد وهنيئا لنا بهذا الفريق الوطني في عهد جديد وسنقوم بتقييمنا لكي نبدأ من الآن التحضير لنهائيات كأس إفريقيا التي لا ينبغي أن نذهب إليها كحصان أسود.