أشرف مسؤولون إماراتيون، مؤخرا، على إطلاق أكثر من 5000 طائر حبارى شمال إفريقي، ببلدة ميسور، التابعة لإقليم بولمان، ضمن نطاق الانتشار الطبيعي لهذا الطائر في المغرب. وقالت المصادر إن ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو الذي ترأس هذه عملية إطلاق طائر الحبارى الذي ينتشر في كل من ميسور وتندرارة وعين بني مطهر، مضيفة بأن العملية تمت في إطار مجهودات يقوم بها مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية لهذا الطائر. ووصفت العملية بالأكبر من نوعها في العالم لإنقاذ هذا الطائر المهدد بالانقراض. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد عمدت، في «إطار الجهود الاستراتيجية» التي تبذلها لحماية هذا الطائر، قد أقامت عدة «محميات» بيئية بآلاف الهكتارات في عدد من مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، وضمنها نواحي بولمان وميسور وأطاط الحاج وإنجيل وتالسينت وبني تدجيت وبوعرفة وعين بني مطهر. وتشغل هذه المحميات عددا من العمال المغاربة. كما أن إحداثها مكن هذه المناطق من بعض مشاريع فك العزلة عنها، مولها الإماراتيون، كبناء الطرق والقناطر والمساجد والحدائق العمومية. وتعتبر طيور الحبارى الطريدة التقليدية للصيد بالصقور، وهي «الرياضة» التي ارتبطت بالعرب منذ القدم. وللحفاظ على هذا الطائر، أسس صندوق عالمي خاص به يعرف ب«الصندوق العالمي للحفاظ على طيور الحبارى». وإلى جانب هذا الصندوق، تساهم هيئة البيئة في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة في هذه المجهودات. وإلى جانبهما، أحدث مركز الإمارات العربية لتنمية الحياة الفطرية والإكثار من الحبارى ببلدة ميسور. ويتخوف الإماراتيون من خطر الانقراض الذي يهدد هذا الطائر. فقد كشفت دراسة أجراها المركز الوطني لبحوث الطيور في أبوظبي أن أعداد طيور الحبارى الآسيوية انخفضت بما يزيد على 60 بالمائة ما بين خريف عام 1998 وربيع عام 2007. ومن جهتها، عزت هيئة البيئة في ابوظبي انخفاض الحبارى في آسيا إلى النفوق، وقدرت نسبة الحبارى التي تنفق بحوالي 28 بالمائة سنويا. وقالت إن نسبة النفوق، تكثر في مواسم الصيد وفي فصلي الخريف والشتاء. كما أوردت أن أنشطة الصيد بالصقور والصيد غير القانوني من أجل التهريب بمناطق انتشار طيور الحبارى في كازاخستان والصين وباكستان واليمن والمملكة العربية السعودية يساهم في تراجع هذا الطائر. وجهزت الإمارات العربية المتحدة مركزها ببلدة ميسور، والذي أسس سنة 1995، بأحدث المعدات ووفرت له أطقما بشرية متخصصة في إجراء الأبحاث والدراسات العلمية والبيطرية المتخصصة حول الطيور الجارحة البرية. وكان هذا المركز قد أحدث ب«توجيه» من الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتم تفعيله بمقتضى مذكرة تفاهم وقعت بين دولة الإمارات والمملكة المغربية. وتنص هذه المذكرة على التعاون والتنسيق لحماية وإكثار طائر الحباري. ويفتخر المركز بكونه تمكن من رفع إنتاجه من هذا الطائر بميسور، من 429 طائرا في عام 2000 إلى 3.866 طائرا في عام 2006، في حين وصل إنتاج المركز في عام 2007 إلى 8.000 طائر.