ذكر تقرير إخباري أمريكي أنه بعد أيام من العنف المناهض للولايات المتحدة في أنحاء العالم الإسلامي، يجهز البيت الأبيض نفسه لفترة طويلة من الاضطرابات، والتي ستكون بمثابة اختبار لأمن البعثات الدبلوماسية الأمريكية وقدرة الرئيس باراك أوباما على تشكيل «قوى التغيير» في الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، أنه «بالرغم من تراجع حدة الاضطرابات أول يوم السبت الماضي، ذكر مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية أنهم خلصوا إلى أن الاحتجاجات العنيفة أحيانا في الدول الإسلامية ربما تنذر بفترة طويلة من عدم الاستقرار الممزوج بالعواقب الدبلوماسية والسياسية التي لا يمكن التنبؤ بها». وأضافت الصحيفة أنه «في الوقت الذي يضغط فيه مستشارو أوباما على القادة العرب لتهدئة التوترات، فإنهم يقولون إنهم قد يضطروا إلى بحث إمكانية تخفيض الأنشطة الدبلوماسية في المنطقة». وذكر التقرير أن حالة الفوران التي أحدثها الفيلم المسيء أصبحت فجأة أكثر أزمات السياسة الخارجية خطورة أمام أوباما في موسم الانتخابات. ويقول عدد من المحللين إنها تمثل تساؤلات عن المعتقدات الرئيسية في سياساته الخاصة بالشرق الأوسط. وأضاف أن من هذه التساؤلات: هل قام أوباما بما يكفي خلال الربيع العربي بالمساعدة في التحول من حكم الفرد إلى الديمقراطية؟ وهل وضع خطاً قوياً بما يكفي في مواجهة المتطرفين الإسلاميين؟ وهل فشلت إدارته في التعامل مع المخاوف الأمنية؟. وتأتي هذه التساؤلات في وقت هام على الصعيد الداخلي، حيث يدخل أوباما حملة الخريف بتقدم بسيط في استطلاعات الرأي. وذكر التقرير أن سياسات أوباما أفلتت من تدقيق جاد في الأيام الأولى بعد الهجوم الذي أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين في ليبيا مؤخرا، ويرجع ذلك من جانب إلى الغضب من تصريح للمرشح الجمهوري مت رومني، يتهم فيه الرئيس بالتعاطف مع المهاجمين، وقال المسؤولون بالبيت الأبيض إنهم أدركوا «أنه لو لم يكن تصريح رومني لكانوا في موقف دفاعي». ويتضح أن الجزء الأسوأ من الأزمة قد تم اجتيازه على الأقل حتى الآن، حيث استجابت الحكومة المصرية لضغوط الإدارة الأمريكية وقمعت المتظاهرين في القاهرة، وفي ليبيا اعتقلت الحكومة المشتبه فيهم في أعمال العنف، وناشد زعماء السعودية وتونس التزام الهدوء.