واصل الطلبة والطالبات خريجو معهد تكوين الأطر في الميدان الصحي في وجدة، على مدى ثلاثة أيام، وقفاتهم واعتصاماتهم الاحتجاجية في كل من المديرية الجهوية لوزارة الصحة ومعهد تكوين الأطر في الميدان الصحي في وجدة وفي المركز الاستشفائيّ الجهوي الفارابي في المدينو ذاتها. وجاءت هذه الوقفات والاعتصامات بعد مسلسل من الاحتجاجات ضد مشروع قرار تغيير النظام الأساسي الخاص بهيئة الممرضين، الذي يهدف إلى فتح المجال لحاملي بشهادة تقنيّ متخصص في المجال شبه الطبي والمسلمة من طرف المعاهد الخاصة التابعة لوزارة التشغيل والتكوين المهني لولوج سلك الممرضين، وبالتالي إدماجهم في الوظيفة العمومية. كما طالبوا، من خلال الشعارات التي ردّدوها، بالإدماج الفوري والمباشر لجميع الخريجين والشعب بدون قيد أو شرط. ووجهت تنسيقية الطلبة والطالبات خريجي وخريجات معهد تكوين الأطر في الميدان الصحي نداء عنونوه ب»ملائكة الرحمة يتحولون إلى سلعة تباع في سوق أباطرة المال والفساد»، موجَّه إلى «كلّ أب وأمّ ينتظران مولودا بخوف وقلق كبيرين» وإلى «كلّ مريض يتردد يوميا على المركر الصحي للاستفادة من العلاجات» وإلى «كلّ شخص حكمت عليه الأقدار أن ينزل ضيفا على ملائكة الرحمان أو نزيلا بالمستشفى» وإلى «كلّ غيور على قطاع الصحة ويأمل في أن تتحسن وضعيته وخدماته في بلادنا». وأشار النداء إلى أن أكثر من 5000 طالب من معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي يقاطعون الدراسة والتداريب رفضا للقرار الفردي لوزير الصحة، القاضي بإدماج خريجي مدارس التكوين المهني الخاصة للممرضين في الوظيفة العمومية. واعتبر النداء هذه المبادرة الفردية بداية «إعدام» مهنة التمريض وإحباط الكفاءات وإقبار المعاهد العمومية ومجانية التكوين، للأسباب المتمثلة في عدم وجود إطار قانوني يجمع بين معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي ومدارس التكوين المهني الخاص في الشّعَب شبه الطبية لكي يطبق هذا القانون، مع العلم أن المناصب المالية غير كافية حتى بالنسبة إلى خريجي القطاع العام، ثم عدم توفر الكفاءات المطلوبة لدى خريجي القطاع الخاص من أجل مواجهة المرحلة الحساسة التي يعيشها قطاع الصحة في المغرب، مما سيؤثر سلبا على صحة المواطن. وأشار النداء إلى أن خريجي وطلبة معاهد تكوين الأطر الصحية، وعلى مدار ثلاث سنوات من التكوين الممتاز والممنهج على المستويين النظري والتطبيقي، الملقَّن من طرف أطر وأساتذة في العلوم التمريضية، تتسلح بمقدار معرفيّ مهمّ يخوّل لهم مزاولة المهنة بكل كفاءة في المستشفيات والمنشآت العمومية وتقديم أحسن خدمة واستقبال للمواطنين. ويستمر مسلسل الاحتجاجات بشكل تصاعديّ بدءا بالوقفات الاحتجاجية، ثم الإضرابات ومقاطعة الدروس والتداريب، في إطار التنسيق بين ممثلين عن التنسيقيات على الصعيد الوطني.