حسناء زوان رشيدة بنكيران، مصممة مغربية، اتخذت من القفطان فضاءا للتعبير عما يخالجها من حب للزي المغربي، الذي عشقته منذ نعومة أظافرها، حيث كانت تخيط القفاطين لدميتها مقتدية في ذلك بوالدتها التي كانت تصر على مدها بأسرار المهنة وطرق الإبداع فيها لتكون متميزة عن غيرها شأن والدتها التي كانت تعرف في مدينة فاس برقي أزيائها وأناقتها. تقول رشيدة «تعلمت الخياطة على يدي والدتي رحمها الله، حيث كنت أخيط القفاطين لدميتي الصغيرة وسني لا تتعدى آنذاك السابعة، كنت أرافق والدتي إلى ورشتها التي تضم المعلمين والصناع التقليديين، إلى أن حصلت على شهادة البكالوريا ثم دبلوم في الخياطة العصرية سنة 1990، ولذلك تتميز القفاطين التي وقعت تصميمها بالمزج بين ماهو عصري وتقليدي، ليلبي القفطان جميع الأذواق، ويصبح زيا باستطاعة المرأة أن ترتديه في كل الأوقات وليس فقط في المناسبات. رسمت رشيدة مشوارها بعيدا عن الأضواء، حيث اتخذت من المناسبات العائلية التي كانت تحضرها مناسبة لعرض ما أبدعته أناملها. تقول رشيدة «لم يمر علي حفل حضرته إلا واقتنت فيه إحدى المدعوات القفطان الذي كنت أرتديه». دخلت باب الاحتراف في مجال التصميم بأول عرض لها وكان في المغرب، لتليه عروض أخرى خارجه وتعتبر العروس زبونتها الأولى حيث تحرص على ظهورها في أجمل حللها في ليلة عمرها، وتوضح رشيدة « أخلص في خياطتي للقفطان وكأنني أنا من سيرتديه، حيث أعتبره مرآة لعملي وتتويجا لمجهوداتي المتمثلة في الحرص على اقتناء أجود الأثواب وتطريزها من قبل أحسن الصناع الذين يصل عددهم في ورشتي إلى ستة». وبخصوص عرضها المقبل، الذي سيقام في الخامس والعشرين من أكتوبر الجاري في باريس ويتميز باستعمال رشيدة ل«الموسلين» كمادة أولية حيث يحتاج القفطان الواحد ل14 مترا منه إلى جانب اعتمادها على«السفيفة»، «العقيدات» و«الطرز البلدي»، أما الألوان التي اختارتها لتشكيلتها الجديدة فهما، اللونين الأزرق والأخضر بوصفهما ميزة قفطان فصل الخريف.