قدّم محمد نموس، مدير مستشفى محمد الخامس في آسفي، استقالته من منصبه بسبب الخصاص في عدد الأطباء، الذي وصفته مصادر ب»الكبير» واختلالات أخرى كثيرة يعيشها المستشفى. وأضافت المصادر ذاتها أن «مستشفى محمد الخامس في آسفي يحتل مراتب متقدمة من حيث المستشفيات التي لا يُعمّر فيها المدراء طويلا»، حيث إن هذه الاستقالة هي السادسة من نوعها في ظرف ثلاث سنوات، بمعدل مديرين في السنة الواحدة. وأكدت مصادر حقوقية في آسفي أن «المستشفى يعاني خصاصا كبيرا في الأطر الصحية»، خاصة في قسمي الولادة والجراحة، حيث يوجد في كل قسم طبيبان فقط في مستشفى هو مزار لمرضى من أقاليم آسفي واليوسفية والشماعية والصويرة ومناطق من إقليمي سيدي بنور والجديدة بحثا عن علاج «قد لا يتأتى لأغلبهم أو على الأقل بالشكل المطلوب»، حسب رشيد الشرعي، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان -فرع آسفي. وقد كان هذا الوضع موضوعَ العديد من الاحتجاجات التي أطّرتها جمعيات المجتمع المدني، غير أن الوضع في المستشفى ظل على حاله، رغم كل تلك الاحتجاجات التي تقرر تنظيمها على خلفية «الإهمال» الذي يتعرض له عدد من المرضى الوافدين. وأضاف الشريعي أن «هناك لوبيا في مستشفى محمد الخامس، هدفه الأساسي الربح المادي، حيث هناك عمليات جراحية تجرى بمقابل مادي، وهناك بعض الأطباء الذين يعملون في القطاع الخاص ويحيلون بعض المرضى على مصحات خاصة يعملون فيها لإجراء العمليات الجراحية، عوض إجرائها لهم في المستشفى.. وهناك الزبونية والمحسوبية». وتابع المصدر ذاته قائلا: «نطالب اليوم بفتح تحقيق نزيه للوقوف على هذا الوضع في مستشفى محمد الخامس وتصحيحه، نظرا إلى أن الأمر يتعلق بالصحة العمومية المتردية في الإقليم، ونطالب اللجنة بأن تقوم بأخذ تصريحات المواطنين الوافدين على المستشفى وآراء المرضى بهذا الخصوص وأن تُعدّ تقريرا نزيها شفافا نصرة للضعفاء والفقراء الوافدين على هذا المستشفى، الذي تعتبر توالي الاستقالات لمدراء دليلا على الاختلالات الواقعة فيه»، حسب المصدر ذاته. ووفق إحصائيات رسمية، فإن عدد الوافدين على مصلحة المستعجلات في مستشفى آسفي يصل إلى حوالي 52 ألف مصاب سنويا، وهو ما يعادل 136 شخصا في اليوم، مع ما يُشكّله ذلك من ضغط كبير على أطباء هذه المصلحة، والذين لا يتعدى عددهم طبيبين. وقد اتصلت «المساء» بمدير المستشفى وأكد لها صحة الخبر، دون إعطائه تفاصيلَ أكثر، كما اتصلت بمندوب الصحة في الإقليم، غير أنه تعذر أخذ تصريحه في الموضوع.