تعتبر تغذية التلميذ في المدرسة ذاتَ أهمية كبيرة، لذا وجب الانتباه إليها، والمسؤولية ملقاة على عاتق الآباء والمؤطرين في المدرسة. فحقيبة طعام الطفل تكتسي أهمية بالغة من الشكل والمحتوى، فلأحجامها وأشكالها دور كبير في جذب الطفل، فيجب أن تكون سعتها مُناسِبة لحفظ وجبة الطفل وأن تحافظ على درجة حرارة الطعام إلى حين تناولها. ولا يُنصَح باستعمال الحافظات الملونة، لأن الألوان عبارة عن مواد كيميائية قد تتفاعل مع الطعام نفسه، مما يُضرّ بصحة الطفل، فالحافظة الأنسب هي أن تكون شفافة وبأحجام مختلفة، حتى تفيّ بالحفاظ على نوع الطعام الموضوع فيها، ولا يمنع أن تكون مزيّنة خارجيا ببعض الرسومات أو الشخصيات المحببة إلى الأطفال. ويعتبر طلاب المدارس أكثر الفئات تعرضا للإصابة بسوء التغذية بسبب تلك النقلة من العناية المنزلية إلى المدرسية.. ويحتاج التلميذ إلى تناول كمية كافية من العناصر الغذائية لنمو سليم، لذا يجب على الأم أن تكون ذكية في اختيار ما يحبه طفلها ويحترم شروط الوجبة الصحية، من حيث المكونات والنظافة. ويساعد الاختيار الجيّد للوجبات الغذائية للأطفال على زيادة تركيزهم والمحافظة على مستوى الطاقة لديهم ثابتاً، كما يجعلهم يتمتعون بحالة نفسية مستقرة، وكل ذلك يحسّن من مستوى تحصيل الطفل. ويجب أن تتضمن الوجبة المدرسية اختيارات من كل من المجموعات الغذائية. وهناك مجموعة من الأسس التي يجب الالتزام بها لدى تحضير حقيبة الطعام المدرسية الخاصة بطفلك، والتي تشمل ما يلي:
التنويع وفري لطفلك الصغير أصنافاً متنوعة من الأطعمة، لضمان حصوله على التغذية السليمة، بما يشمل كافة العناصر الغذائية، دون أن تحصري اختياراتك في ما يُفضّله الطفل، فبإمكانك هنا أن تظهري براعتك في تحفيز صغيرك على تناول أطعمة جديدة. التوازن يعَدّ الحفاظ على التوازن الغذائي من أهمّ القواعد الغذائية التي يجب اتّباعها للحصول على تغذية سليمة، فالطفل يحتاج إلى نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن والألياف وإلى نسبة أقلَّ من الدهون والسكريات.. ولتكوني مثالية في اختياراتك، احرصي على أن يتضمّن ما يتناوله طفلك كافة العناصر الغذائية، لتكوني قد غطيت كافة المجموعات. المرونة هناك العديد من الاختيارات المتوفرة ضمن كل مجموعة غذائية، فإذا أظهر طفلك عدمَ رغبته في تناول صنف معيّن من الخضر على سبيل المثال، بإمكانك اختيار أنواع أخرى منها لتقديمها له. التقليل من الدهون والسكريات: تعتبر الدهون والسكريات من الأصناف الغذائية المفيدة في حال تم تناولها بتوازن وفي فترات متباعدة وبكميات محدودة، لذا فإنه من المفضّل أن تراقبي الكميات التي تقدمينها لطفلك من الحلويات والسكاكر ورقائق البطاطس، والتي ليس من المفترَض أن توضع بشكل يومي في حقيبة الطعام المدرسية.. اجعلي بديل الحلوى المكسرات، التمر، الزبيب والفواكه، بعد غسلها بعناية كبيرة، مثل التفاح، الموز والليمون، إضافة إلى حبات الجزر صغيرة الحجم، أو حسب ما هو متوفر من فواكه وخضر الموسم، زيادة على منتجات الألبان، اللحوم، الدجاج، البيض أو السمك، إضافة إلى نوع من مجموعة الحبوب الغنية بفيتامين «ب»، مثل الخبز الكامل. نوّعي الغذاء من حيث المكونات و الألوان: فاللون يجذب الطفل قبل المذاق.. المشروبات أفضل المشروبات الصحية للطفل الحليب والماء، ويُفضَّل إبعاد الطفل عن المشروبات الغازية والمحلاة، لغناها بالسكر والمواد الحافظة، المضرة بأجسامهم الصغيرة، والتي مازالت في طور النمو، لذلك لا تنسَيْ أن تضعي في حقيبة الوجبة حليبا وماء، مع قطعة من الخضر التي يسهل تناولها، كالخيار أو قطع الجزر المقطعة أو أوراق الخس.. ولا مانع من أن يتناول الطفل كمية من الحلوى المحضرة في المنزل، كي لا يتأثر ادا ما تذوق طعام أصدقائه، الذي يمكن أن يكون غيرَ صحي، خاصة أن المذاق الحلو يُفسِد كل وجبات الصغار وحتى الكبار.. من وقت إلى آخر، ضعى لطفلك «مفاجأة» فى علبة طعامه، فهي لفتة ظريفة تُشعر طفلك أنك معه حتى وهو في المدرسة.. وكي لا يحسّ بالفرق، خاصة أن للطفل قوة الملاحظة، والتي يستغلها في المقارنة بين غذائه وغذاء أصدقائه.. ولا ننسي دور مقصف المدرسة، الذي يشتري منه التلاميد الطعام، والذي يعتبر أحدَ أهم مجالات الحياة الصحية المدرسية السليمة، فيجب أن يكون مبنى المقصف واسعا وآمنا ونظيفا.. كوني مبتكِرة بإمكانك تحضير الخضر والفواكه بطريقة مميزة ومختلفة، إذ يمكنك استخدام أدوات التقطيع الخاصة بالكعك والحلويات لتغيير الأشكال التي تقدّمين فيها الطعام، ومن شأن هذه الطريقة تحفيز طفلك على تناول طعامه المفيد بشهية ومتعة، أو حتى دفعه إلى تقبُّل بعضَ الأصناف التي لم يكن يحبها.. وتذكّروا أن من أسس العناية الجيدة بالطفل العناية بمعدته، لأن الداء والدواء في الغذاء..