تعاني الكثير من الأمهات من مشكلة يومية اسمها اختيار الوجبات الغذائية لأطفالهم الذين يقضون فترة الزوال داخل المدرسة، وتزداد المشكلة تعقيدا عندما تكتشف هؤلاء الأمهات أن أبناءهن عادوا إلى البيت في المساء دون أن يتناولوا الوجبة التي حضرنها لهم لتناولها في فترة الغداء، إما لأنها أصبحت باردة، وإما لأن طعمها تغير، أو لأنها لا تعجبهم، وهنا نطرح السؤال الذي يشغل بال هؤلاء الأمهات: ما هي أنجح طريقة لتشجيع الطفل على تناول طعامه في المدرسة؟ وكيف نختار له الوجبة الصحية التي تلبي حاجياته الجسدية والصحية، والتي تراعي التنوع والمذاق الجيد؟ يجمع خبراء التغذية على أن الوجبة المدرسية تحتل أهمية خاصة لأنها تمد طفلك بالطاقة اللازمة لتحصيل دروسه طوال اليوم المدرسي، وأنها تلعب دورا هاما في تزويده بالطاقة والنشاط والتركيز طوال هذه الساعات الطويلة. ومن هذا المنطلق، فإن أنجح طريقة تشجع طفلك على أن يأكل طعامه هي التنويع فيه وتحضيره بطرق ظريفة ومتنوعة إذا راعينا النصائح التالية: النصيحة الأولى شاركي طفلك عملية تحضير وجبته، لأن الأطفال يفضلون الطعام الذي يختارونه ويشاركون في تجهيزه. كما أن إشراك طفلك في إعداد وجبته سيعلمه اختيار العناصر الغذائية السليمة، وستجعله في نفس الوقت يستمتع بعملية التحضير نفسها. النصيحة الثانية لتجنب اختيارات آخر لحظة والتي تكون عادة غير صحية، فكرى مسبقاً في وجبات الأسبوع كله، وجهزي وجبة كل يوم في الليلة السابقة إن أمكن. وحاولي التعرف على ما يحبه أطفالك، وذلك بأخذهم معك إلى المتجر عند شرائك للمواد الغذائية، واجعليهم يختارون الخضر والفواكه التي تعجبهم. وبعد ذلك تصفحي معهم كتب الطهي فقد تجدين وصفات سهلة تنال رضاهم واستحسانهم، وبمساعدتك اتركيهم يجربون الوصفات التي تعجبهم. وحاولي تلبية رغباتهم، ولكن ضعي في اعتبارك دائما الإرشادات الغذائية السليمة. النصيحة الثالثة احرصي على الاختيار الجيد للوجبات الغذائية التي تساعد الأطفال على التركيز، والتي تحافظ على مستوى الطاقة ثابتاً، وتجعلهم يتمتعون بحالة نفسية مستقرة. لذلك يجب أن تتضمن الوجبة المدرسية اختيارات من كل المجموعات الغذائية الآتية: البروتينات، البقول، الفواكه والخضروات، ومنتجات الألبان. فالبروتينات مثلا تمد الجسم بطاقة طويلة المدى وتساعد الطفل على الانتباه، فاختاري نوعا أو اثنين من الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل اللحوم، والدجاج، والبيض، والتونة، والجبن، وزبد الفول السوداني. واختاري أيضا نوعا من مجموعة الحبوب الغنية بفيتامين «ب» مثل الخبز، خاصة الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والمعكرونة، والمقرمشات. إضافة إلى ذلك احرصي على أن تتضمن الوجبة نوعا إلى 3 أنواع من مجموعة الفواكه والخضروات لأنها تحتوى على فيتامينات هامة، ومعادن، وألياف. وإذا لم تتوفر الفواكه الطازجة يمكن تعويضها بعصائر طبيعية 100%، أو بفواكه مجففة. النصيحة الرابعة حاولي إضافة الخضروات للساندويتشات، أو ضعي بعض قطع الجزر والخيار في كيس أو علبة نظيفة. النصيحة الخامسة حاولي زيادة الكالسيوم الذي يتناوله طفلك، بإضافة منتج من منتجات الألبان مثل الجبنة لأن هذه المنتجات ستمد طفلك بالبروتينات ومعادن أخرى هامة. النصيحة السادسة نوعي في الوجبات المدرسية حتى لا يمل طفلك. وابحثي عن طرق مبتكرة لتقطيع الأطعمة وتجهيزها، وتأكدي من أن الوجبات التي تعطينها لطفلك سهلة التناول وموضوعة في علب يسهل فتحها ولا تحتاج إلى تقشير أو استخدام أية أدوات. ضعي كمية بسيطة من كل نوع ولكن ضعي أنواعا متعددة، ولا تنسي إضافة زجاجة الماء. وحتى لا يشعر ابنك بالملل جربى طرقا مختلفة لحشو السندوتشات وأشكالا منوعة من الخبز، ويمكنك تقطيع الخبز إلى أرباع أو إلى قطع صغيرة أو استخدمي أداة تقطيع البسكويت لتقطيع الخبز حتى يكون شكله ملفتا لنظر الطفل وأسهل في التعامل. النصيحة السابعة ليس من الضروري أن تتضمن الوجبة المدرسية سندوتشا كل يوم، ومن الممكن وضع محتويات السندوتش بشكل منفصل على أن يقوم الطفل بتجهيز السندوتش عند موعد الغداء في المدرسة أو يمكنه أكل المحتويات بمفردها. كما يمكنك تحضير بعض السلطة في علبة منفصلة مع وضع قطعة خبز معها. ويمكنك أيضاً وضع علبة بها كمية من سلطة الفواكه. النصيحة الثامنة من وقت إلى آخر ضعي لطفلك مفاجأة في علبة طعامه مثل علبة شوكولاته، أو بسكويته المفضل لأنها لفتة ظريفة مثل هذه ستشعر طفلك بأنك معه حتى وهو في المدرسة.