تفادى محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، الإجابة عن الأسئلة التي تهم الشق المرتبط بمدرب المنتخب الوطني إيريك غريتس، مكتفيا بالقول إن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مسألة وقت. ووصف أوزين الخسارة أمام الموزمبيق ب»المخيبة للآمال»، وقال إن الأولمبياد أسقط القناع عن الرياضة الوطنية، وتابع قائلا:» لما أشرفنا على تسيير الوزارة لم يتبق على برنامج التحضير سوى 7 أشهر وهي مدة غير كافية، اليوم سندشن عهدا جديد بعدما أخذنا الوقت الكافي للتشخيص عقب اجتماعات ماراطونية». وشدد أوزين على كون هزيمة الرجاء أمام « البارصا» بينت مستوى كرة القدم الوطنية وهو ما لم يعتبره عيبا انطلاقا من كون الفريق الاسباني يعيش الاحتراف، في الوقت الذي تسعى فيه الأندية الوطنية إلى ولوجه بعد الشروع في تطبيقه خلال الموسم الماضي. وأكد أوزين أن 60 في المائة من الجامعات لم تحترم عقدة الأهداف المبرمة معها، مشددا في السياق ذاته على ضرورة المواكبة والمصاحبة من منطلق التكامل وليس التنافر بناء على دفتر تحملات جديد بداية من الشهر المقبل. وقال أوزين إن كلفة المشاركة في الأولمبياد بالنسبة للأسوياء بلغت 45 مليون درهم مقابل 5 ملايين درهم فقط لرياضي ذوي الاحتياجات الخاصة، داعيا في السياق ذاته إلى مقارنة النتائج التي تم تحقيقها لدى الفئتين. وأوضح أوزين أن المغرب عانى من غياب استراتيجية رياضية منذ 1997 مبرزا أن مستوى المنافسة ضعيف بسبب غياب ثقافة الرياضة ذات المستوى العالي، وكذا لغياب آليات تقييم وتتبع البرامج وضعف مستوى الارتقاء بالرياضة، فضلا عن ضعف التأطير الطبي، دون أن تفوته الفرصة للحديث عن الصراعات المستمرة بين المسيرين ومدى انعكاسها على الأبطال بشكل خاص والمنظومة الرياضية بشكل عام. وأكد أوزين أن الجميع يقرر ولا أحد يجرؤ على تحمل المسؤولية رغم كونها مشتركة بين جميع المتداخلين بداية من الوزارة، وتابع قائلا» نعاني من غياب حاملي المشاريع الرياضية، علاوة على ضبابية العلاقة بين الرياضيين والتقنيين وكذا بين التقنيين والمسؤولين، ناهيك عن كون القيمة المضافة لأطر الدولة الموضوعة رهن اشارة الجامعات الرياضية غائبة». من جانبه دافع علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في معرض حديثه خلال اجتماع لجنة القطاعات والشؤون الاجتماعية بمجلس النواب عن عمل الجهاز الوصي على اللعبة على خلفية الاحتجاجات القوية والمسترسلة للبرلمانيين بعد هزيمة المنتخب الوطني أمام نظيره الموزمبيقي. وتشبث الفاسي بكون العقد الذي يربط غيريتس بالجامعة هو من المستوى العالي، موضحا في السياق ذاته أن البند الذي ينص على سرية الجوانب المادية في العقد تم قبل الدستور الجديد، وهو ما قال إنه أدى إلى الأزمة. وأكد الفاسي أن راتب غريتس يخضع للاقتطاع الضريبي، وبالتالي، فوضعه القانوني سليم، وهو ما عززه بالإشارة إلى كون الجامعة الحالية أدت الضرائب التي كانت في ذمة المدربين السابقين هنري ميشيل وروجي لومير حتى تشتغل في اطار قانوني دون التملص من الضرائب. وكشف الفهري، في معرض حديثه داخل القاعة المغربية بالبرلمان، أن غيريتس طلب منه اعفائه من الاستمرار مدربا للمنتخب بعد مباراة الكوت ديفوار بدون مقابل مادي، على خلفية الاحتجاجات وصافرات الاستهجان التي طالته بملعب مراكش، غير أنه قابل الطلب بالرفض وعبر عن تشبثه به لفترة أطول، وهي النقطة التي أفاضت الكأس ودفعت البرلمانيين لمقاطعته والتأكيد على أنه أخطأ وورط المغرب بتشبثه به رغم الاجماع الجماهيري على كونه مدربا «فاشلا» وليس « عالميا « كما تم تسويقه وتقديمه قبل وأثناء تقديمه. وقال الفاسي إنه لا يقوم بالسياسة وإنه بالجامعة من أجل بلورة مخططات رياضية، ومضى يستعرض إنجازات المنتخبات الوطنية في ولايته بداية بمنتخبي الشبان والفتيان ومرورا بالمنتخب الأولمبي، الذي قال إنه شهد ميلاد مواهب عديدة أهمها لبيض وبرادة وبركديش، ووصولا إلى المنتخب المحلي الذي قال إنه فاز بكأس العرب بعدما كانت كأس افريقيا لسنة 1976 آخر لقب فاز به المنتخب الوطني. واكد الفاسي أنه سيتم اتخاذ القرارات المناسبة لتصحيح الاوضاع، نافيا أن يتم خلال الظرفية الراهنة الانفصال عن غيريتس، وذلك بالقدر الذي امتنع فيه عن تقديم تصريح صحافي عقب نهاية الاجتماع، الذي سيستكمل يوم الاثنين المقبل بعدما كان الرئيس الوحيد للجامعات الرياضية الذي تحدث خلال الاجتماع.