مرحلة المراهقة مرحلة مهمة وحاسمة في حياة كل إنسان، لأنها تعرف حدوث تغيرات معينة لا تحدث في أي وقت آخر، ولهذا السبب يعتبرها الخبراء فترة حساسة يجب على الوالدين فيها أن يعدوا أولادهم للتغيرات التي يتعرض لها جسمهم وعقلهم وعواطفهم، على اعتبار أن هذه المرحلة هي مرحلة النضج الجنسي التي يجب أن يستعد فيها الفرد لممارسة حياته ككائن ناضج. وأول خطوة ينصح بها الخبراء الآباء هي منع أبنائهم خلال هذه المرحلة بالذات من الوقوع في شباك الإدمان، وهذا الإجراء الاحترازي يبدأ في سن مبكرة، وذلك من خلال ربط علاقة قوية وفتح نقاش هادئ ومفتوح مع أبنائهم، وتعويدهم على هذا السلوك في سن مبكرة، وإعطائهم الفرصة دائمًا للحديث عن أحوالهم وأصدقائهم، وهنا لا بد من أن يكون الوالدان على استعداد لسماع أبنائهم، وخاصة الفتيات اللواتي ينجرفن بسهولة أكثر بسبب التغييرات التي تطرأ عليهن وحولهن، فكوني سيدتي حذرة من الانفعال بسبب أي تصرف تقدم عليه ابنتك، وكوني هادئة دائما في معالجة الأمور، لأن التهور والانفعال لن يكون في صالح ابنتك التي ستتفادى التجاوب معك مستقبلا وفتح قلبها لك، وعليك أن تكوني مستمعة جيدة لابنتك المراهقة، وأن تبتعدي عن القمع واللامبالاة والترهيب، ولا بد من تحسيسها بأهمية الرجوع إليك في كل ما تتعرض له من مشاكل، لأن هذا التصرف هو صمام الأمان للأبناء. ولا بد من أن تظل قنوات الاتصال بين الوالدين والأبناء مفتوحة، وفي حالة تحدث الابن أو البنت عن موضوع شائك، مثل رؤيتها لصديقتها وهي تدخن سيجارة أو سماعها عن شبان يتعاطون المخدرات، أو يشربون الكحول، فلا بد في هذه الحالة من مناقشة الموضوع دون تشنج أو أوامر بعدم الاختلاط والحديث مع هذا وذاك، حتى لا تصدم البنت. ونفس الشيء بالنسبة إلى الولد، لأن طرح المواضيع ومناقشتها وإعطاء الرأي والمشورة والنصيحة أفضل حل لتجاوز مشاكل المراهقة. إضافة إلى ذلك يجب على الأهل الاهتمام بأي تغير يطرأ على سلوك وصحة وتصرفات المراهق، سواء كان بنتا أو ولدا، مثل الانعزال في الغرفة على غير عادتهم، والتكتم على بعض الأوراق والحاجيات، والاتصالات التلفونية الهامسة، والتأخير غير المعهود وغير المبرر خارج المنزل، ومراقبة مستوى صحة الشاب، كالشحوب والسرحان والنحول ونقص الوزن، لأن كل هذه الأمور من مظاهر الإدمان المعروفة، وفي حالة حدوث اشتباه في تعاطي البنت للمخدرات فإن رد الفعل يجب أن يكون هادئًا وحنونًا، ويجب حينها عرض خدماتنا على البنت، وضرورة إقناعها بأن الوقوع في مشكلة ما ليس نهاية العالم، وعدم التعامل مع الموضوع دون خبرة ودراية أو التصرف بأسلوب خاطئ مثل حجز البنت في البيت ومحاصرتها، أو محاولة التعاطي بأسلوب شرطي شديد القسوة مما قد يؤدي إلى نتائج سلبية أكثر من حل المشكلة. ويجب أن نتذكر أنه مهما بلغ الوالدان من وعي وثقافة فلا بد لهما من الاستعانة بالخبراء.