أعلنت أول أمس الثلاثاء حالة استنفار أمني غير مسبوقة في مدينة تطوان بعد قيام مجهولين بكتابة رسائل للملك على جدران الشوارع الرئيسية التي يمر منها عادة الموكب الملكي، تتهم مسؤولي ن وشخصيات وازنة في المدينة ب«الفساد» والاتجار في المخدرات. وقد استنفرت السلطات الأمنية والمحلية أجهزتها من أجل تحليل مضامين الرسائل الموجهة للملك، الذي يوجد في المدينة من أجل تدشين عدة مشاريع تنموية في الإقليم، قصد الوصول إلى أصحاب الرسائل التي كُتبت على الجدران. وعلمت «المساء» أن السلطات الأمنية للمدينة فتحت تحقيقا من أجل تحديد هوية أصحاب الكتابات الحائطية التي تمّت بالتزامن مع الزيارة الملكية للمدينة. وأكد مصدر مطّلع أن الاستعلامات العامة وأعوان السلطة يسابقون الزمن من أجل تحديد هوية أصحاب الكتابات الذين استغلوا جنح الظلام من أجل كتابة «رسائلهم» قبل التواري عن الأنظار. واستهدفت الرسائل التي وُجّهت للملك مسؤولين سياسيين بارزين تولّوا تسيير الشأن العام في المدينة وذكرتهم بأسمائهم، متهمة إياهم بتُهم ثقيلة تتعلق ب«الفساد المالي» و«تفويت الأراضي» و«نهب المال العام» و«تهريب المخدرات».. مؤكدين أن مكانهم في السجن بسبب التّهم سالفة الذكر التي وجهت لهم من طرف كاتبي الرسائل. وأكد مصدرنا أن أصحاب الرسائل والكتابات الحائطية اختاروا مكان كتابتها بعناية، إذ تعمّدوا كتابتها في شارع «نهج مولاي الحسن بلمهدي»، الذي يقع في مدخل المدينة ويستعمله الملك السادس دوما سواه في خروجه للتدشينات أو في طريقه إلى القصر الملكي، كما اختاروا طريق طنجة، التي يمر منها كذلك عادة الموكب الملكي. وشملت الكتابات، أيضا، مهاجمة مقر حزب سياسي ينتمي إلى المعارضة الذي كتبت عنه عبارات نقدية لاذعة، من قبيل «دكان انتخابي».. كما اتّهم المجهولون الحزبَ بتجاهل دستور 9 مارس. وشدد مصدرنا على أن السلطات المحلية قامت بمحو آثار الكتابات الحائطية القريبة من مقر الحزب السياسي الواقع في الحي الإداري، فيما ما تزال، إلى حدود صباح أمس الأربعاء الكتابات الموجودة في شارع الحسن بلمهدي. وفي سياق متصل، قلّل مصدر حزبي من وقع هذه الكتابات المسيئة إلى المسؤولين السياسيين في المدينة، ورجّح أن تكون الكتابات التي ظهرت على الجدران تدخل في إطار تصفية حسابات بين أطراف سياسية متصارعة في المدينة من أجل الظفر بمواقع سياسية فيها.