استعانت شركة يابانية في القنيطرة، مختصة في صناعة كابلاج السيارات، بكلاب «بيتبول»، المحظور استعمالها دوليا، لتفريق احتجاجات المئات من عمالها داخل مقر الشركة.. وقد فوجئ المحتجون، يوم الأربعاء المنصرم، بحراس الأمن الخاص، مدججين بالعصي وبكلاب شرسة، وهم يقتحمون مختلف الوحدات التي يشتغل فيها العمال، في محاولة من إدارة الشركة فك الوقفات الاحتجاجية التي نظمها المُستخدَمون الغاضبون من محاربة مسؤولي المصنع للعمل النقابي. وأسفر هذا التدخل عن إصابة 4 عاملات على الأقل، حيث عُثر عليهن مغشيا عليهنّ بعد مطاردة الكلاب لهن.. وتتوفر «المساء» على شريط فيديو يكشف تدخل حراس الأمن الخاص، وبرفقتهم كلاب «بيتبول»، ومطاردتهم العاملات والعمال لإجبارهم على وقف احتجاجاتهم، في منظر أشبهَ بما يقع في بعض سجون أمريكا اللاتينية.. وقد استنفر الوضع غير المستقر داخل الشركة اليابانية، التي تشغل أزيد من 3 آلاف شاب وشابة، سلطات المدينة، التي بادرت إلى تعزيز تواجدها الأمني في محيط الشركة، تأهبا لأي تصعيد مُحتمَل، خاصة بعدما أقدمت إدارتها على توقيف 60 عاملا، وهو ما زاد الأوضاع احتقانا. وأعرب المحتجون، المنضوون تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عن استنكارهم الشديد ما وصفوه بالاعتداء الهمجي على العمال، الذين كانوا يطالبون بضمان الحق في الانتماء النقابي وممارسة الحريات النقابية المكفولة دستوريا وقانونيا، مدينين في الوقت نفسه تجاوزَ حراس الشركة مهامهم القانونية. وحذرت نقابة يتيم، وفق بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، إدارة الشركة من مغبة التمادي في سياستها الرامية إلى الإطاحة بالمكتب النقابي ومحاولة زرع الفتنة والبلبلة في أوساط العمال المحتجين، مُحمّلة إياها كامل المسؤولية في ما يمكن أن يقع مستقبلا. وكشفت مصادر موثوقة أن مسؤولي الشركة فتحوا قنوات التفاوض مع العمال الغاضبين والتزموا بتحقيق جميع مطالبهم، شريطة التخلي عن الانتماء النقابي..