حافظ العداء عبد العاطي إيكيدير على ماء وجه ألعاب القوى والرياضة المغربية، وهو يتمكن من الحصول على برونزية سباق 1500 متر، ضمن أولمبياد لندن، حيث كان على المغرب أن ينتظر 11 يوما ليصعد إلى منصة التتويج، ونتابع عداء وهو يطوف بالعلم الوطني في المضمار الأولمبي. وإذا كانت برونزية إيكيدير منحت المغرب المركز 66 عالميا في سبورة الميداليات، وجعلته على الأقل بين المتوجين، إلا أن المتتبع للألعاب الأولمبية بمختلف أنواعها الرياضية، بمقدوره أن يكتشف الفارق الكبير بين الرياضة المغربية ونظيرتها في العالم، وكيف أن الكثير من الدول تقطع خطوات كبيرة في الوقت الذي تتراجع فيه الرياضة المغربية إلى الخلف. وإذا كان واضحا أن الرياضة المغربية تعاني من أعطاب عدة، إلا أن الأكثر فداحة هو رفض مسؤولي الجامعات الاعتراف بفشلهم الذريع، وبكون الكثير من برامجهم وتصوراتهم إذا كانت قد فشلت، بل إن الأخطر اليوم، هو أن بعض «المتنفعين» من الجامعات يحاولون البحث عن مبررات واهية يعلقون عليها فشل الرياضة المغربية بدل أن يضعوا الأصبع على الداء ويحددوا مكمن الخلل، وإليكم العديد من الأمثلة.. عندما لطخت المنشطات سمعة الرياضة المغربية وألعاب القوى على وجه الخصوص، إثر سقوط مريم العلوي السلسولي وأمين لعلو في «الفخ»، وكذا الإعلان عن توقيف العداء عبد الرحيم الكومري لأربع سنوات، خرج من يقول إن هناك الكثير من حالات المنشطات في العالم التي لم تشهد «ضجة» كالتي شهدها المغرب، بل وذهبت «عبقرية» البعض إلى التأكيد أن المغرب مستهدف، دون أن يدرك هؤلاء أن سبب «الضجة» التي عرفها المغرب أن الأمر يتعلق بعداءين كان مراهنا عليهما أن يمنحا ميداليتين للمغرب، وأن قضية «المؤامرة» و«الاستهداف» لم تعد وصفة مجدية، بما أن اللجنة الدولية الأولمبية والاتحاد الدولي أعلنتا حربا ضروسا على المنشطات رصدت لها إمكانيات هائلة. أما عندما يتم الحديث عن ضعف نتائج ألعاب القوى وكيف أن العديد من العدائين قد فشلوا وتعددت الانسحابات، فإن هؤلاء «المتنفعين» يخرجون مرة أخرى من «الجحور» ليؤكدوا أن ألعاب القوى هي الرياضة المغربية التي أهلت أكبر عدد من المشاركين، وأن وصول العدائين للمسابقات النهائية ليس سهلا، علما أن مشاركة ألعاب القوى المغربية كانت دائما تقاس بالميداليات وليس بشيء آخر. إن البحث عن المبررات أمر سهل، لكن الأصعب هو قول الحقيقة ومصارحة المسؤولين بفشلهم.