اعتقلت السلطات الأمنية، يوم الثلاثاء الماضي، محافظ مدينة الخميسات متلبسا بتسلم رشوة بقيمة 1500 أورو، بعد إيقاعه في فخ تم حبكه له من طرف مهاجر مغربي مقيم ببلجيكا، بتنسيق مع وكيل الملك بالخميسات والمراقب الإقليمي للأمن بالمدينة. وتم اعتقال المسؤول المذكور المتولي حديثا منصبه قادما من مدينة أخرى، ويدعى «س»، بمقهى مقابل لمقر المحافظة العقارية بالخميسات، بشارع خالد بن الوليد، وذلك بعد نصب كمين محكم له. إذ قام المهاجر المغربي المقيم بأوروبا بتصوير الأرقام التسلسلية للأوراق المالية (1500 أورو) التي اتفق مع المحافظ أن يمنحها له كرشوة مقابل تسريع عملية تحفيظ عقارات في ملكيته، ثم سلم صورها لوكيل الملك، الذي طلب منه الاتصال بالمحافظ حيث ضرب له هذا الأخير موعدا بالمقهى المذكور حيث سلمه ظرفا بالمبلغ المتفق عليه، وما إن ترجل المحافظ في اتجاه مقر المحافظة حتى طوقه رجال أمن بزي مدني، مطالبينه بفتح الظرف ليقوم برميه بعيدا عنه في محاولة منه لنفي التلبس عنه. وبدأ نسج خيوط هذا الكمين عندما تقدم المهاجر المذكور للمحافظة بطلب تحفيظ عقار، إلا أن المحافظ اشترط عليه تسليمه رشوة، مما اضطر المهاجر المغربي المقيم ببلجيكا إلى تبليغ النيابة العامة التي قامت بتسجيل جميع المكالمات الهاتفية التي دارت بينه وبين المحافظ حتى تاريخ الإطاحة به. وحسب مصادر مطلعة، فمن المنتظر أن يكون المحافظ قد مثُل أمس الخميس أمام وكيل الملك بالخميسات تمهيدا لعرضه على القضاء. وكان المحافظ المعتقل يشتغل بالإدارة المركزية بالرباط، قبل أن يتم تعيينه محافظا بالخميسات، قبل حوالي شهرين، بحيث لم يسبق له أن اشتغل بمسطرة التحفيظ. وحسب ما صرحت به ل «المساء» مصادر من داخل الإدارة العامة للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري، فإن المحافظ المعتقل تم تنقيله إلى الخميسات في ظروف «مشبوهة» وتمت تسميته محافظا مكلفا بالتحفيظ بالرغم من أنه كان يشتغل ضمن خلية لتخزين المعلومات إليكترونيا ولا علاقة له بالتحفيظ.