عبد الرحيم ندير كشف مصدر مقرب من المكتب الوطني للحبوب والقطاني أن المغرب مقبل على أزمة في قطاع الحبوب، بسبب ارتفاع أسعار القمح والذرة والقطاني في السوق الدولية وعزوف عدد من البلدان المنتجة عن بيع محاصيلها. وقال المصدر ذاته ل«المساء»، إن المكتب الوطني للحبوب والقطاني سيجد نفسه مضطرا بعد استهلاك المحاصيل الضعيفة التي تم حصادها هذه السنة، إلى اللجوء إلى الأسواق الدولية من أجل اقتناء حاجياته من الحبوب غير أن كلفة هذه العملية ستكون مرتفعة جدا بالنظر إلى الارتفاع الكبير لأسعار الحبوب في الأسواق الدولية. وتوقع المصدر أن تمتنع بعض البلدان المنتجة للحبوب عن بيع محاصيلها للمغرب، أو على الأقل تقليص حجم مبيعاتها من هذه المحاصيل، مذكرا بأن المغرب عاش خلال السنة الماضية هذه الوضعية بعدما رفضت الشركات العالمية الاستجابة إلى طلبات العروض التي تقدم بها المغرب من أجل اقتناء كميات من القمح. وأكدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، نهاية الأسبوع الماضي، ارتفاع أسعار الغذاء عالميا هذا الشهر بعد ثلاثة أشهر من الاستقرار، إذ أثرت المخاوف من تأثير الطقس الجاف على محاصيل الذرة وفول الصوجا الأمريكية على الأسعار في الأسواق العالمية. وقال عبد الرضا عباسيان، كبير الاقتصاديين ومحلل الحبوب في «فاو»: «لا نستبعد المزيد من الزيادات والتقلبات في الأسعار حتى يتم جني المحاصيل الأمريكية»، مضيفا أن الشهرين المقبلين سيشهدان الكثير من الصعوبات. وكان المكتب الوطني للحبوب والقطاني، قال إن واردات المغرب من القمح ستسجل هذه السنة مستويات قياسية تقدر بحوالي 5 ملايين طن، بزيادة تقدر بمليون و800 ألف طن مقارنة بالموسم الماضي. وأوضح المصدر ذاته أنه من المرتقب أن تشكل الأسواق الفرنسية الملاذ الأول لاستيراد القمح بالنسبة إلى المغرب، حيث سيوفر هذا البلد ما يقارب ثلث حاجيات السوق الوطنية من القمح، متبوعة بأسواق الولاياتالمتحدةالأمريكية والأرجنتين، واللتين ستوفران للمغرب حوالي 18 في المائة من حاجياته من هذه المادة الأساسية. وكشف المصدر أن مستويات العجز المسجلة في مجال تغطية الأسواق الوطنية من القمح خلال هذه السنة ستجعل المغرب يحتل الرتبة السابعة في قائمة أكبر البلدان المستوردة للحبوب في العالم بعد مصر والاتحاد الأوربي والبرازيل وأندونيسيا والجزائر واليابان.