صدمت حكومة عبد الإله بنكيران المغاربة بزيادة صاروخية في أسعار المحروقات، وذلك بعد قرابة خمسة أشهر من الانتظارات والتوقعات، ذلك أن المغاربة كانوا يعلقون آمالا عريضة على هذه الحكومة وكانوا ينتظرون مبادرات اجتماعية في اتجاه دعم القدرة الشرائية للمواطنين والتقليص من آفة الغلاء. قرار الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات، التي وصلت إلى درهم واحد بالنسبة إلى اللتر الواحد من مادة الغازوال، ودرهمين اثنين بالنسبة إلى اللتر الواحد من مادة البنزين، خيب آمال المواطنين في أي إصلاح اجتماعي لدى الحكومة الحالية التي تحدثت كثيرا دون أن تعمل؛ فحزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة الحالية، ظل دائما ينتقد الحكومات السابقة بسبب موجة الغلاء، واصفا إياها بكونها حكومات بدون بعد اجتماعي؛ بل إن الحزب المذكور بنى شعبيته، التي أهلته للفوز في الانتخابات الأخيرة، على هذه الانتقادات التي أظهرته كحزب يميل إلى الطبقات الشعبية والفقيرة؛ وها هو اليوم يتنكر لماضيه ويخذل المغاربة بعد بضعة أشهر فقط من التسيير، وذلك من خلال هذه الزيادة غير المبررة والمثيرة ونحن على أبواب شهر رمضان والعطلة السنوية. لقد جاء الإعلان عن هذه الزيادة مباشرة بعد إعلان الحكومة أنها ستوقف الدعم الذي يستفيد منه الكبار من أصحاب الشركات والمقاولات في إطار إصلاح صندوق المقاصة، وفي نفس الوقت تثقل كاهل المغاربة بزيادات لا قبل لهم بها، فأي سياسة اجتماعية هذه؟ يبدو أننا أمام حكومة بدون حس اجتماعي. نخشى أن تكون هذه الزيادة المهولة ردا متشنجا من رئيس الحكومة على مسيرة النقابات واليسار في الدارالبيضاء قبل أسبوعين، عندما خرج آلاف المحتجين ومعهم الأطر المعطلة للتنديد بالسياسة الاجتماعية الكارثية للحكومة، وكأنه يقول للنقابات وللمغاربة: اشربوا البحر.