شارك المجمع الشريف للفوسفاط خلال الفترة الممتدة ما بين 21 و 23 ماي الجاري، في المؤتمر السنوي ال 80 ل «الاتحاد الدولي للأسمدة » (IFA) الذي يقام كل سنة بالعاصمة القطرية الدوحة، من خلال وفد مهم، بالنظر إلى مكانة المجموعة بوصفها رائد صناعة الفوسفاط في العالم، يتقدمه مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط ونائب رئيس المكتب التنفيذي ل «الاتحاد الدولي للأسمدة»، إلى جانب العديد من المدراء التجاريين والمدراء الجهويين للمجموعة، بهدف التباحث حول مستقبل صناعة الأسمدة بالعالم على المديين القصير والمتوسط، ولقاء شركاء المجموعة والفاعلين الكبار بسلسلة القيم داخل صناعة الأسمدة. ويعد حضور المجمع الشريف للفوسفاط بأشغال هذا المؤتمر، حسب بلاغ صحافي للمجموعة، خيارا استراتيجيا خاصة أنه يناقش آفاق الفلاحة العالمية، وتوقعات الطلب على الأسمدة خلال الفترة الممتدة بين 2012 و2017، وذلك أمام ضخامة المخطط الاستثماري الذي أطلقته المجموعة والذي تهدف من خلاله إلى مضاعفة طاقتها الإنتاجية بحلول سنة 2014 بغية الاستجابة إلى تقلبات الطلب العالمي على الأسمدة الفوسفاطية، وحاجيات الأمن الغذائي العالمي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المغرب. وتطرق هذا المنتدى إلى دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال رفع نسبة الولوج إلى الأسمدة عبر العالم، ومبادرة الجمعية العالمية لمصنعي الأسمدة الرامية إلى توقع حجم الطلب على الأسمدة في أفق سنة 2050، أخذا بعين الاعتبار توقعات منظمة الأغذية والزراعة العالمية «فاو» بازدياد الحاجة لإنتاج الغذاء بحوالي 70 في المائة بغية توفيره لما يزيد على 2.3 مليار شخص بحلول الموعد نفسه. ويوفر هذا المؤتمر العالمي السنوي، الذي يجمع أزيد من 1400 مدعو يمثلون حوالي 400 مقاولة من 75 بلدا، برنامجا حافلا لمدراء «المجمع الشريف للفوسفاط» والمقررين داخل صناعة الأسمدة في العالم، من أجل تطوير المبادلات التجارية والإفصاح عن الإعلانات الهامة التي ستطبع المحيط العالمي لصناعة الأسمدة فيما تبقى من أشهر السنة، خاصة وأن المنتدى يشهد حضور أبرز المقررين في عالم الأسمدة إلى جانب مدراء كبريات المقاولات العالمية المتدخلة في القطاع. وركز المشاركون في هذا المؤتمر، على مناقشة المناخ الحالي والمستقبلي لقطاع الأسمدة على ضوء توقعات راسخة بتنامي الطلب العالمي على الغذاء نتيجة للنمو السكاني المتزايد في العديد من الأسواق الرئيسية في العالم، مصحوبا بتقلص رقعة الأراضي الصالحة للزراعة والحاجة الماسة إلى استخدام الأسمدة والتقنيات الزراعية الحديثة من أجل تحسين كفاءة تصنيع الأسمدة واستخدامها بما يعزز من كفاءة إنتاج المحاصيل الزراعية. يذكر أن «الاتحاد الدولي للأسمدة» يعتبر الناطق الرسمي باسم الصناعة العالمية للأسمدة، حيث أحدث سنة 1927 من أجل ضمان وتطوير الإنتاج الزراعي العالمي، ويعمل بكيفية نشيطة على إنعاش الإنتاج واستعمال المخصبات الزراعية بكيفية مستدامة وناجعة ومسؤولة. كما يساهم الاتحاد في تشكيل السياسات العمومية الخاصة بتغذية الزراعات وتدبير خصوبة الأراضي. وفي هذا الصدد يعمل أعضاؤه على طول سلسلة القيم الفلاحية على تحديد وتنفيذ سياسة شمولية من أجل بلوغ الاستجابة إلى الاحتياجات الغذائية وتلك المرتبطة بالطاقة الحيوية عبر العالم. ولم يتوقف «الاتحاد الدولي للأسمدة» منذ إحداثه قبل 85 سنة، عن التطور، إذ يضم حاليا 540 عضوا يمثلون حوالي 85 بلدا، ويعمل إلى جانب المقررين، والمزارعين، والمجموعات العلمية والسلطات العمومية على جميع عناصر الإنتاج، والتوزيع واستهلاك الأسمدة.