سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دالي: إحداث مراكز جهوية للتربية والتكوين هدفه إصلاح المنظومة التعليمية قال إن الأساتذة المعينين حديثا في المؤسسات التعليمية سيستفيدون من المصاحبة والتتبع
قررت وزارة التربية الوطنية إحداث مراكز تكوين جهوية من أجل أصلاح المنظومة التربوية. محمد دالي، المدير المكلف بتكوين الأطر في وزارة التربية الوطنية، يقربنا من هذه المراكز. - ماذا تقصد بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين؟ تعتبر المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بمثابة مؤسسات لتكوين الأطر العليا، خاضعة لوصاية السلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية. وأهم ما يميز هذه المراكز مقارنة مع المراكز السابقة كونها تغطي جميع جهات المملكة وتضطلع بتكوين وتأهيل جميع أطر منظومة التربية والتكوين، مما سيُمكّن هذه الأطر من ممارسة مهامهم بكل مهنية واحتراف وتنتظم المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في «شبكة وطنية لمؤسسات تكوين الأطر التربوية». تحدد آليات التنسيق بين هذه المراكز والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بقطاع التعليم المدرسي. وتتولى المراكز أداء مجموعة من المهام، منها تأهيل أطر هيئة التدريس المتدربين، تهييء المترشحين لاجتياز مباريات التبريز للتعليم الثانوي -التأهيلي، تكوين أطر الإدارة التربوية وأطر هيئة الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي، تنظيم دورات للتكوين المستمر لفائدة مختلف فئات موظفي الوزارة، بما في ذلك أطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي وأطر الإدارة التربوية، فضلا على العاملين في مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، بهدف تحديث وتطوير معارفها وكفاياتها وخبراتها المهنية أو إعدادها للمباريات ولامتحانات الكفاءة المهنية. - يجهل كثيرون آليات تسير المراكز.. هل يمكن لك الحديث عن هذه النقطة؟ يشرف على إدارة وتسيير كل مركز جهوي لمهن التربية والتكوين مدير وأربعة (4) مديرين مساعدين وكاتب عام، ويتم تعيين مدير المركز من ذوي الاختصاص في ميدان المؤسسة، يختار لمدة 4 سنوات بعد إعلان مفتوح للترشيحات من بين المترشحين الذين يقدمون بصفة خاصة مشروعا لتطوير المؤسسة، وتتم دراسة هذه الترشيحات والمشاريع من لدن لجنة تتكون من شخصيتين مشهود لهما بالخبرة الأكاديمية والعلمية في ميدان اختصاص المؤسسة وأستاذ للتعليم العالي، ويعين من بين 3 أساتذة للتعليم العالي من المؤسسة المعنية، يقترحهم مجلس المؤسسة على السلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية، ويجب ألا يكون هؤلاء الأساتذة من بين المترشحين لشغل منصب مدير المؤسسة أو شخصية من عالم الاقتصاد والمال تقوم بتسيير منشأة عامة أو خاصة. وتتولى اللجنة، في نهاية أشغالها، موافاة السلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية بثلاثة ترشيحات تخضع للمسطرة المعمول بها في ما يتعلق بالتعيين في المناصب العليا (يتم التعيين بموجب مرسوم طبقا للقانون التنظيمي رقم 02.12 المتعلق بتطبيق أحكام الفصلين ال49 وال92 من الدستور). وبإمكان المدير الذي انتهت مدة انتدابه أن يترشح لمرة ثانية وأخيرة. وللإشارة، فإن تعيين مدير المركز باعتبار المنصب وظيفة سامية، يجب أن يؤسَّس على مجموعة من المبادئ والمعايير. - وما هي المعايير التعيين التي يتم الاحتكام إليها؟ -التمتع بالحقوق المدنية والسياسية، التوفر على مستوى عال من التعليم وعلى الكفاءة اللازمة لشغل الوظيفة المذكورة، التوفر على تجربة مهنية في إدارات الدولة أو الجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية. - أيَّ قيمة ستضيف هذه المراكز الجهوية إلى مهن التربية والتكوين؟ لقد جاء إحداث المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من أجل توحيد التكوين وتجميع المراكز بهدف استثمار أكثر عقلانية للموارد البشرية والمالية وتشبيب هيئة التكوين وكذا من أجل تفادي المعيقات التي عرفتها المراكز السابقة ومواكبة التوجهات والمستجدات العالمية في مجال التكوين وللاستفادة من الخدمات التي يمكن أن توفرها الجامعة وضمان تلبية حاجيات الوزارة من الكفاءات، من الناحية الكمية والكيفية، وتكوين جيل جديد من المُدرّسين تتطابق كفاءاتهم مع أجود المقاييس الدولية ومع مرجعية الكفايات والتوفر على أطر تربوية وإدارية ذات جودة عالية.. ولبلوغ هذه الغايات، كان من الضروري التركيز على المبادئ الأساسية التالية: إرساء التكوين الأساس في الجامعة، والفصل بين التوظيف والتكوين، عبر التأهيل المهني قبل ولوج مهنة التدريس في إطار التكوين بالتناوب. وخلافا للنظام السابق، سيتم التركيز في هذه المراكز الجديدة على الجانب المهني وعلى تطوير الكفايات المهنية التي تؤهّل المدرّس إلى ممارسة مهنة التدريس. كما أن من بين المستجدات التي يأتي بها الإصلاح استفادة الأساتذة المعينين الجدد في المؤسسات التعليمية من المصاحبة والمواكبة والتتبع عن قرب بعد تعيينهم، بهدف تيسير اندماجهم المهني والتأكد من امتلاكهم الكفايات المهنية ومن توفر الاستعدادات النفسية والأخلاقية لديهم لمزاولة المهنة بكفاءة ومسؤولية.. وتوكل مهمة المصاحبة والتأطير والتتبع الميداني للمفتشين، بمساعدة الأستاذ، الكفيل والمرشد التربوي، وبدعم من المكونين، خاصة أساتذة علوم التربية وديداكتيك المواد. وسيتم الاعتماد على التكوين عن بعد كآلية من آليات التتبع والمواكبة. وبناء عليه، ستعتبر المؤسسات التعليمية فضاء لرصد القضايا التربوية التي يمكن معالجتها عن طريق البحث التدخلي وفضاء لإنجاز الوضعيات المهنية، لبناء الكفايات المهنية، كما هي مُسطَّرة في مرجعية الكفايات أتناء فترة التدريب. - ما موقع التكوين المستمر في هذه المراكز؟ حينما نتحدث عن التكوين بصفة مجردة، فإننا في الحقيقة نتحدث عن أمرين أساسيين ومتكاملين: التكوين الأساس والتكوين المستمر. ذلك أن التكوين الأساس هو المدخل الرئيسى للاضطلاع بممارسة مهنة ما في جميع القطاعات، أما التكوين المستمر فهو، بصفة مبسطة، مجموع الأنشطة والتداريب والتكوينات التي يتلقاها الموظفون أثناء الخدمة وطيلة حياتهم المهنية لتمكينهم من مواكبة المستجدات ومن تطوير قدراتهم والرفع من مردوديتهم.. وبما أن التكوين الأساس تحكمه مجموعة من القواعد والقوانين التنظيمية والشروط البيداغوجية لضمان الكفاءة والجودة، فإن التكوين المستمر لا يقل عنه أهمية، وإن ظل يتم في ظروف تفتقر إلى الشرط التربوي والمهني وبدون معايير دقيقة لفترة طويلة، حيث تم إصدار أول مرسوم خاص بتنظيم التكوين المستمر لفائدة موظفي الدولة سنة 2005، مع حكومة التناوب، تلاه إصدار مرسوم آخر يتعلق بإستراتيجيات التكوين المستمر، سنة 2009.. وتروم هذه المراسيم، في مجملها، تقنين تنظيم دورات التكوين المستمر وفق الشروط والمعايير المتعارَف عليها دوليا «طبقا لضوابط هندسة التكوين» ودفاتر التحملات. - ما هي أهم مراحل إرساء هذه المراكز؟ بعد صدور المرسوم المنظم للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في 2 فبراير 2012، عمدت الوزارة إلى اعتماد عدد كبير من الإجراءات، على عدة مستويات، منها المستوى التنظيمي، وتجميع المراكز وتوحيدها، حيث ستتوفر كل جهة على مركز رئيسي وفروع إقليمية، مع تخصيص مركزين وطنيين في بعض التكوينات (مركز سطات في تكوين الأساتذة في العلوم التقنية ومركز تازة في تكوين أساتذة التربية البدنية، المستوى التشريعي والقانوني: إعداد واستصدار النصوص التنظيمية التطبيقية للمرسوم الخاص بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، المستوى البيداغوجي: إعداد برامج ومناهج التكوين الخاصة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وضع هندسة التكوين ودفتر للتحولات. - يتحدث الكثيرون عن فشل المنظومة التعليمية السابقة، ما رأيك بهذا الخصوص؟ رغم الماضي المشرق والمشرّف جدا لمختلف مؤسسات تكوين الأطر، التي ساهمت في تكوين كفاءات تربوية وطنية ودولية مشهود لها بالتفوق والامتياز، فقد بدأت، في السنوات الأخيرة، تبرز بعض الإكراهات والوضعيات الصعبة التي تحول دون الاستمرار في طريق التميز. ومن بين هذه الإكراهات غياب مؤشرات تسمح بتقويم المؤهلات البيداغوجية والعلائقية للمترشحين وكذا المحفزات التي تدفعهم إلى اختيار وممارسة مهنة التدريس، عدم مسايرة أنظمة تكوين الأطر التربوية مستجدات المنظومة التعليمية وصعوبة التناغم مع التكوين في الجامعة. - ما نوعية الموارد البشرية التي ستعتمدها المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين؟ يتكون موظفو المركز، إضافة إلى المدير والمديرين المساعدين والكاتب العام، من هيئة التدريس، وتضم أطر هيئة الأساتذة الباحثين، الخاضعين لمقتضيات المرسوم رقم 2.96.804، الصادر في 19 فبراير 1997 في شأن النظام الأساسي الخاص بهيئة الأساتذة الباحثين في مؤسسات تكوين الأطر العليا ، كما وقع تغييره وتتميمه، ومن الأساتذة المبرزين للتعليم الثانوي التأهيلي، المنصوص عليهم في المرسوم رقم 2.02.854، الصادر في 10 فبراير 2003 بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية، كما وقع تغييره وتتميمه، وموظفين يعهد إليهم أداء مهام التدريس وفق شروط ومعايير محددة، ومن أساتذة أو كفاءات من القطاع العمومي أو الخصوصي، اعتبارا لتجربتهم وخبرتهم، لتدريس بعض المواد أو لتأطير أنشطة معينة.