كشف وزير الصحة، الحسين الوردي، أن المنظومة الصحية ببلادنا لا تتوفر سوى على سرير واحد لكل 1000 نسمة، ولا تبلغ نسبة الاستشفاء سوى 7 4 في المائة بالمغرب مقابل 14 في المائة في تونس مثلا، كما تبلغ نسبة الولوج إلى الأدوية 400 درهم لكل مواطن. وأكد وزير الصحة، في معرض جوابه عن الأسئلة الشفوية أول أمس بمجلس النواب، أن المغرب لا يتوفر إلا على طبيب واحد لكل 1700 نسمة، وممرض لكل 1000 نسمة، وهو ما يجعل منظمة الصحة العالمية تصنف المغرب من بين 57 دولة تعاني نقصا حادا في الموارد البشرية. واعتبر الوردي أن من بين التحديات والمشاكل التي تواجه قطاع الصحة ببلادنا هو نقص الموارد المالية، إذ لا تمثل ميزانية وزارة الصحة سوى 3,5 في المائة من ميزانية الدولة، في حين تبلغ 4,6 في المائة في تونس، و12 في المائة في لبنان. أما النفقات الصحية لكل مواطن فهي 230 دولارا للفرد في المغرب، مقابل 500 دولار للفرد في تونس، و400 دولار لكل مواطن بالجزائر، وتبلغ النفقات التي تتحملها الأسر المغربية 57 في المائة. وأكد وزير الصحة أن المنظومة الصحية تعرف غيابا للحكامة الجيدة، فهناك تمركز قوي في اتخاذ القرار وهو ما يعيق نهج جهوية حقيقية وناجعة، وانعدام سياسة واضحة تخص الأدوية والموارد البشرية، وكذا غياب منهجية عمل واضحة لاستقبال المرضى في المستشفيات وسير عمل المستعجلات. ومن أجل تدارك هذا الوضع، أوضح وزير الصحة أن الوزارة الوصية على القطاع ستعمل على تشجيع التعاقد والتدبير المبني على النتائج، وتشجيع الافتحاص التلقائي لترسيخ مبدأ «ربط المسؤولية بالمحاسبة»، مع ضمان الولوج إلى المعلومات. وأكد أنه سيتم اعتماد نظام الترشيح لشغل مناصب المسؤولية، من قبيل المدراء الجهويين ومناديب وزارة الصحة ومدراء المستشفيات ومعهد باستور والمعهد الوطني للوقاية ومدراء المراكز الاستشفائية الجامعية. ومن أجل تمكين المناطق النائية والقروية المعزولة من الولوج إلى العلاجات، أوضح وزير الصحة أن الوزارة اتخذت جملة إجراءات تهدف إلى إنشاء وتشغيل 20 وحدة طبية لاستعجال القرب من بين 80 وحدة تمت برمجتها بالأقاليم التي لا تتوفر على مؤسسة استشفائية، أو بالمناطق البعيدة عن المؤسسات الصحية، مع اقتناء مستشفيين متنقلين وتنظيم قوافل طبية متخصصة ابتداء من فاتح مارس الماضي. وسجل وزير الصحة وجود مكتسبات مهمة في قطاع الصحة من أهمها انخفاض معدل وفيات الأمهات من 359 في كل 100 ألف ولادة حية سنة 1980، ليصل سنة 2010 إلى 112 في كل 100 ألف ولادة حية؛ مع تسجيل انخفاض وفيات الأطفال من 138 في الألف سنة 1980، إلى 36.2 سنة 2010. وأكد الحسين الوردي أن المغرب ربح 28 سنة في أمل الحياة عند الولادة، حيث انتقل من 47 سنة في 1962، ليصل إلى 8,74 في 2011.