حمل لاعب الرجاء المعتزل مصطفى الشادلي مسؤولية النتائج السيئة للفريق غلى خطا المسيرين بعدم تجديد العقد للمدرب امحمد فاخر. وأكد اللاعب أكثر تتويجا بالألقاب في البطولة الوطنية في حوار له مع « المساء «، أن الرجاء في حاجة إلى عهد جديد يعيد سفينة الرجاء إلى سنوات الزمن الجميل. - ما هي برأيك أسباب خروج الرجاء خاوي الوفاض هذا الموسم؟ ما يعيشه الرجاء عار فعلى مر التاريخ لم نرى رجاء شاحبا كما هو عليه الحال الآن. أعتقد أن السبب الرئيسي وراء هذه الانتكاسة هو التفريط في المدرب امحمد فاخر، إنه خطأ كبير ارتكبه المكتب المسير، وويلاته ترى بالعين المجردة الآن. فاخر كان له تصور، كان سيجر الرجاء إلى القمة هذا العام سواء بالحفاظ على لقب البطولة أو تقديم مستوى جيد في عصبة الأبطال الإفريقية، إذ يعود له الفضل في تأهيل الرجاء إلى دور المجموعتين بعد سنين من السبات الإفريقي، لو استجاب المسؤولون لمتطلبات الرجل من انتدابات وازنة وغيرها من الأمور التقنية لما وقع للرجاء فشل على جل الأصعدة هذا العام، فالفريق خرج من سباق البطولة وخرج من عصبة الأبطال في الدور التمهيدي، وانهزم بخمسة لصفر للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الإفريقية. - لكن مسؤولي الرجاء، برروا انفصالهم عن فاخر برغبته في جلب لاعبين سيكلفون خزينة الفريق كثيرا؟ صحيح أن للسيولة المالية دور، لكن مسؤولي الرجاء لم يكونوا صرحاء مع جمهورهم، ولم يخرجوا إلى العلن ليعلنوا أن الفريق سيعتمد التشبيب، وهي الصراحة التي كانت ستغني الفريق عن العديد من الأمور، سأعود بك إلى أيام غلام والمدرب إيف شاي، حينها خرج غلام وصارح الجماهير بأن الفريق سيعتمد التشبيب لتكوين فريق مستقبلي تنافسي، وهو الأمر الذي تقبلته الجمهور لأن الرجل كان صريحا، وبالفعل الرجاء احتلت مركزا متقدما مع إيف شاي وجمال السلامي، وبعدها جاء روماو وتوج بطلا مع الرجاء بففضل الأسماء التي تركها إيف شاي رفقة السلامي، كأولحاج ومتولي، وعبد الصمد أوحقي. العكس هو الذي حصل في العهد الحالي، فالفريق لم يكن صريحا مع جمهوره، بل حتى الانتدابات التي أقدم عليها الفريق أبانت عن ضعف تقني ملموس، فاللاعبين الذين تم انتدابهم رغم احترامي لجميع الأسماء لم يقدموا أية إضافة للرجاء. فاخر من بين أكثر المدربين المغاربة تتويجا في المغرب، ويملك من التجارب ما يشفع له بأن يكون إطارا تقنيا في الفريق، الرجل درب الفريق في أصعب اللحظات وخرج فائزا مع الفريق، كما أشرف على الإدارة التقنية للفريق بمعية فتحي جمال وكان العمل مثمرا، فالرجل بلغة الكرة عنده « بروفايل ألقاب» والتفريط فيه كان سببا رئيسيا في ما تعيشه الرجاء من أزمة نتائج. - ما هو الحل لأزمة الرجاء الحالية؟ الحل الرئيسي هو تغيير العقليات، الرجاء ليس فريقا لتنشيط البطولة أو المنافسات الإفريقية، بل الرجاء أسس لكي يتربع على عروش الألقاب، كيف يعقل أن يبتعد المسيرون حاليا عن ما بناه مسيرون قبل عشر سنوات، فالرجاء قبل سنوات كانت مزرعة مثمرة، سواء من حيث اللاعبين أو الألقاب، انا عشت مع ثلاثة أجيال وكل جيل خرج بمجموعة من الألقاب وترك في خزينة الرجاء الملايير، لكن حاليا لا أثر لتلك السياسة الناجحة، التي كانت تعتمد على لاعبي المدرسة وانتداب خيرة لاعبي البطولة، فلا عمل يوجد في التكوين ولا في الفريق الأول، وهاهي النتيجة أمامنا. الرجاء كانت ترعب عربيا ووطنيا وإفريقيا، إذن فالحل هو ما حمله جمهور الرجاء، الذي كان صادقا، عندما حمل في الديربي « عبار ة كفى كفى». حان وقت الرحيل والترحيب بأناس جدد بإمكانهم إعادة سفينة الرجاء إلى سنوات الزمن الجميل، فكما ودعت الفريق بعد عشرين عاما من الممارسة الكروي، بالرغم من كون خروجي لم يكن بالقيمة التي أستحقها، حان وقت رحيل آخرين، فالرجاء خلق للمراتب الأولى، إذن كفى ووداعا للإدارة التقنية الضعيفة كفى للتسيير التقليدي. - قلت إن الرجاء في حاجة إلى عهد جديد ما ذا تقصد بهذا الكلام؟ كلامي واضح، حان الووت لمنح الفرصة لمن بإمكانه أن يضخ في الرجاء الملايير، حان الوقت لمن يسير الرجاء بطريقة احترافية، حان الوقت لمن يعيد للرجاء اعتبارها، فجمهور الرجاء يتطلع إلى إدارة تقنية محترفة قوية، إلى مدرب كبير، إلى لاعبين كبار، إلى إعادة الاعتبار إلى أبناء المدرسة المتفوقين، إلى اشخاص يضبطون الأمور يعرفون ما لهم وما عليهم. - وهل تعتبر نفسك من رجاء العهد الجديد؟ كلامي هنا ليس فيه حملة ترويجية لنفسي، أنا أرى من منظوري كلاعب أعطى الرجاء للكثير، ويعرف ما تحتاجه الرجاء، أنا قضيت في الرجاء ما يقارب 20 سنة، وفي الأخير خرجت من الباب الضيق، في عهدي كنا ننافس أكبر الفرق، ليس الكلام هنا عن البطولة الوطنية لكن عن الألقاب الإفريقية، فالرجاء كانت تخرج من ابعد الحدود، انهزمنا مع الزمالك في نهائي رابطة أبطال إفريقيا وليس في الدور التمهيدي، لعبنا ضد ريال مدريد مباراة تحدث عنها العالم بأسره، تكسرت أسناني وعدت للعب في جنوب إفريقيا من أجل أن يتوج الرجاء بلقب أبطال إفريقيا ضد فريق قلوب الصنوبر، فريق جوفنتوس دفع المال الكثير من اجل أن يواجهنا في إيطاليا، فمسيرتي الكروية لا تختزل في مدرب لحراس المرمى كما يعتقد بعض المسيرين، فأنا أكبر بكثير مما يعتقدون، أتمنى أن أرى رجاء العهد الجديد بمسيرين يحترمون قدماء الفريق، بمسيرين يبحثون عن إغناء الفريق بإيجاد مستشهرين هجروا الرجاء في الوقت الحالي، بعدما كانوا يتسابقون عليه في الماضي، فالرجاء أعيد وأكررها خلق للمراتب الأولى وللألقاب.