عقد اتحاد نقابات الموظفين الأشباح اجتماعا عاصفا، أصدر في أعقابه بيانا إلى الرأي العام يعلن فيه عدم مشاركته في احتفالات عيد الشغل، احتجاجا على مصادرة الحكومة للعديد من الحريات، وتسريبها لأرقام حول عدد الموظفين الأشباح التابعين للوظيفة العمومية. وعلى الرغم من عدم حضور النصاب القانوني في الاجتماع، نظرا إلى الالتزامات الأسرية لقياديي التنظيم، فإن القرار لا رجعة فيه حسب الصامت الرسمي للاتحاد النقابي لشغيلة الأشباح. وقال كبير الموظفين الأشباح إن الحكومة لا تتجاوب مع الملف المطلبي للاتحاد النقابي، ومع انشغالات الأشباح في ربوع المملكة السعيدة، وتساءل عن سر حرمانهم من الحق في الإضراب، وعدم إشراكهم في البرنامج الوطني «العطلة للجميع»، واعتبر الحرية حقا دستوريا لا يمكن تقييده بأي إطار زمني. وأدانت تنسيقية الموظفين الأشباح إقصاءها من الحوار الاجتماعي وعدم استفادتها من أي مكاسب خلال جلسات الحوار، كما انتقدت بشدة الخروج الإعلامي للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالحكامة والشؤون العامة، والذي قال فيه إن عدد الأشباح في الوظيفة العمومية يتراوح ما بين 70 و90 ألف موظف، مشككة في هذه الأرقام التي تتجاوز المليون باحتساب آلاف الموظفين الذين لا يربطهم بالإدارة إلا التوقيع على لائحة الحضور والانصراف، داعية إلى التعامل مع هذه الفئة كأشباح مكتملي الأهلية والصفة، منددة بمحاولة التضييق على مفهوم الشبح واختزاله في الموظف الذي لا يتردد على مقر عمله، علما بأن «الظاهرة الشبحية» تتجاوز الشغيلة إلى البرلمانيين وكبار المسؤولين والمنتفعين من الريع الاقتصادي وكل من «يأكلها باردة». وندد التنظيم بما أقدم عليه وزيرا الثقافة والشباب والرياضة حين كشفا عن لوائح الفنانين والرياضيين الأشباح الذين يتقاضون رواتب شهرية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الركض نحو مقرات العمل، واعتبر نشر القوائم إفشاء لأسرار مهنية، مهددا في الوقت نفسه بالكشف عن أسماء أفراد من عائلات مسؤولين كبار يقتاتون من الريع الشبحي، وأضاف أن غالبيتهم مشكلة من زوجات وعشيقات أصحاب القرار. ورفض زعيم الأشباح التعليق في نهاية الاجتماع على دفاتر التحملات، واعتبر كل ما يمت إلى الالتزامات بصلة معاديا لروح الفكر الشبحي المبني على نبذ كل أشكال المسؤولية، كما اطلع في سرداب مقر النقابة على اللافتات التي كانت مهيأة لعيد الشغل وطالب بإعارتها لنقابة أخرى تواظب على هذا الموعد النضالي، كما دعا إلى لمّ الشمل وضم المعطلين بكل فصائلهم إلى نقابة الأشباح، مادام الراتب الشهري هو الفرق الوحيد بين الفئتين. وقبل مغادرة قيادي الأشباح مقر الاتحاد النقابي، تحلق عدد من الموظفين حول سيارة من نوع مرسديس شبح في ملكيته، وطالبوه بمساعدتهم على الانخراط في التجمع الوطني للأشباح للاستفادة من الامتيازات التي يخولها الانضمام إلى هذا الكيان والاهتمام ببعض المشاغل الأسرية، بينما عبّر شبح وزوجته عن رغبتهما في الاستفادة من خدمات التغطية الصحية، على غرار كثير من الأشباح الذين يستفيدون من عمليات الإفطار في شهر رمضان. وأعربت مجموعة من الهيئات عن تضامنها مع تنسيقية الأشباح، وقالت جمعية «الفلاح للموظفين الأشباح» إن المشاركة في عيد الشغل تتنافى وضوابط الفكر الشبحي الذي يجعل الغياب قاعدة والحضور استثناء، كما دعت جمعية «متقيش راتبي» الأشباح إلى التزام بيوتهم يوم عيد الشغيلة، بينما تبحث هيئات صديقة عن صيغة للتضامن. شبح انتفاضة ضد هذه الفئة يلوح في الأفق، والوزراء عاجزون عن حل معضلة تحدث ثقوبا في الضمير المهني، وحدها لعبة البلاي ستيشن تسعى إلى محاربة وقتل الأشباح، وتدمير مقولة «جري يا التاعس من سعد الناعس».