سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجار كبار يربطون تل أبيب بالرباط ويهود مغاربة في إسرائيل يتسببون في ورطات عقارية ثري يهودي مغربي -إسرائيلي عاد إلى المغرب مطالبا بفيلات استحوذت عليها «شخصيات كبيرة»
عندما كان الفلسطينيون يُحْيون يوم النكبة، في الأسبوع الماضي، كان يهودي مغربي قادم مدينة فاس يجوب أسواق إسرائيل ويتنقل بين تجارها الكبار المتخصصي ن في بيع منتوجات الصناعة التقليدية. أدخل هذا التاجر اليهودي الفاسي سلعة إلى إسرائيل، كما أوضحت لنا مصادر من داخل إسرائيل، وتضم هذه السلع زليجا «بلديا» وأبوابا خشبية تقليدية. ليس هذا التاجر وحده الذي يتردد على إسرائيل على الدوام، فإلى جانب المئات الذين يدخلون إسرائيل بغرض السياحة، وفق ما توثقه المعطيات التي أسلفنا ذكرها، هناك عشرات المغاربة الذين يدخلون هذه الدولة بغرض التجارة. سبق أن كشفنا، في تحقيق سابق، عن وجود تعاملات تجارية بين مغاربة وإسرائيليين. بين هؤلاء المغاربة مسلمون يعيشون حاليا، بشكل غير قانوني، في مدينتي يافا وتل أبيب وغيرهما، بعد قطع العلاقات بين البلدين. تمكّن بعض هؤلاء من دخول إسرائيل في إطار مسابقات رياضية وماراطونات تُنظَّم في الدولة العبرية، قبل أن «يَحْركوا» إلى داخل إسرائيل، باحثين عن رزق. اليهود المغاربة الإسرائيليون هناك هم الذي غالبا ما يستقبلون هؤلاء المهاجرين السريين في إسرائيل. يصل عدد هؤلاء إلى 300 مهاجر في مدينة يافا لوحدها. وتشتغل نساء منهم كمربيات أو خادمات في بيوت مغاربة إسرائيل، فيما يعمل رجال ونسوة آخرون في محلات تجارة وفي مقاولات صغيرة. يتخصص آخرون في الصناعة التقليدية، التي يديرها يهود مغاربة هناك. يعمد هؤلاء اليهود، في الوقت ذاته، إلى اقتناء سلع تقليدية يجلبها يهود مغاربة يأتون إلى إسرائيل. وحتى بعض الحرفيين يتمكنون من الدخول إلى هناك ويمكثون أياما، مشتغلين في ورشات للصناعة التقليدية. في المقابل، ما زال أغلب هؤلاء اليهود المغاربة في إسرائيل يحتفظون بعقاراتهم التي تركوها في المدن المغربية. وتوجد بعض هذه العقارات في مواقع جيدة. عمد هؤلاء اليهود، قبل مغادرتهم المغرب، إلى بيعها بطريقة «ذكية» من خلال الاقتصار على إبرام عقودِ وعودٍ بالبيع.. لا تُتمَّم هذه العقود، وبالتالي يبقى حقهم في عقارتهم قائما.. تعود آخر الملفات المعروضة في هذا الإطار لمغربي يهودي مقيم بإسرائيل، واسمه كاييس فيليكس، الذي عاد إلى المغرب، قبل سنة، وسجل دعوى في المحكمة الابتدائية في الدارالبيضاء مطالبا باستعادة عقارات فاخرة يملكها في أفضل مكان في العاصمة الاقتصادية، وهو «آنفا»، في الطريق إلى كورنيش «عين الذياب». عمد فيليكس، قبل مغادرة المغرب، إلى بيع عقارات عبر وعود بيع، تتوفر «المساء» على أحدها، ويتعلق بعقد يجمعه بمغربي يدعى إدريس الذهبي. غاب فيليكس مدة طويلة. خلال هذه الفترة، استغل الذهبي العقار الموجود في حي لوبيز -الفيلودروم واسمه «لوزانو»، وهو عبارة عن عشر فيلات مساحتها 4017 مترا مربعا، مملوكة على الشياع. فجأة، ظهرت شركة ادّعت ملكيتها للعقار المذكور. وشمل الأمر عقارات أخرى تركها كاييس فيليكس واستحوذت عليها «شخصيات كبيرة» واستغلتها لإقامة فيلات فاخرة. عاد كاييس، قبل أزيد من شهر، عن طريق محاميه، مطالبا بتسريع وتيرة الملف قصد استعادة عقاراته. أثار طلبه ورطة كبيرة، وما يزال النظر في ملفه جاريا. تشهد عقارات يهود مغاربة عديدين الوضع ذاته، إلى درجة أن أشخاصا اتخذوا هذا الوضع الملتبس وسيلة للنصب.. وهو ما يؤكده محام في هيأة الدارالبيضاء قائلا: «هناك حالات عُرِضت أمام القضاء في إطار النصب على عقارات يهود مغاربة هاجروا إلى إسرائيل ورفعوا دعاوى باسمهم تطالب استرجاع العقارات، رغم أن المعنيين بالأمر موجودون خارج المغرب أو متوفون. وتتم هذه العمليات باستعمال عقود بيع مزورة». وأشار المحامي ذاته إلى أن الوضع القانوني الذي تطرحه ملفات عقارية خاصة بيهود مغاربة هاجروا إلى إسرائيل ينظر فيه القانون المدني والقوانين العقارية الشاملة لجميع المتقاضين: «يمكن هؤلاء اليهودَ المغاربة التقاضي في المحاكم المغربية بمجرد أنهم حاملون للجنسية المزدوجة، المغربية والإسرائيلية، لكنْ هناك إشكال في أنهم إسرائيليون، والغرفة العبرية لا تنظر في ملفاتهم، لأن هذه الغرفة متخصصة فقط في النزاعات التي تدور بين أفراد الطائفة اليهودية»، يوضح المحامي.