بعد أيام «غضب» عاشها عمال النظافة في المدينة العتيقة لفاس والأحياء المجاورة، أُعلن، في ندوة صحفية عقدت صباح يوم أول أمس الأحد، عن قدوم شركة جديدة حصلت على صفقة تدبير القطاع بالمدينة. وقال مسؤولو هذه الشركة، بعد «استعراض عضلات» شاحنات ودراجات وآليات استقدمتها لهذا الغرض، إنهم عمدوا إلى التنصيص في دفتر التحملات الذي وقعوه مع المجلس الجماعي على النقط التي احتج من أجلها العمال في السابق، ومنها منحة القفة، والتعويض عن أضرار جمع النفايات، وإدراج هذه التعويضات في بيانات الرواتب التي تسلم لهم نهاية كل شهر. ومن المقرر إلى جانب توظيف ما يقرب من 423 مستخدما، أن تستعين الشركة الجديدة بحوالي 92 دابة لجمع النفايات في الأزقة والدروب الضيقة للمدينة العتيقة بفاس، والأحياء الشعبية المجاورة لها. وأشار أحد المسؤولين في الشركة إلى أن الشركة القديمة كانت «تشغل» حوالي 50 دابة، ما يعني أن الشركة الجديدة قد عمدت إلى الرفع من عدد الدواب للاستجابة لمطالب ملحة للساكنة بخصوص جمع النفايات وتراكم الأزبال بهذه المدينة التاريخية التي يقصدها السياح من كل حدب وصوب. وذكر المسؤول نفسه أن عدد المستخدمين سيمكن من الكنس اليومي للمدينة القديمة وأحيائها الشعبية. وأشاد كل من النائب الأول للعمدة، ورئيس مقاطعة جنان الورد ب«استعراض العضلات» من قبل هذه الشركة، فيما تدخل المستشار الاتحادي في المعارضة بمقاطعة جنان الورد والمجلس الجماعي، جواد الكناوي، للتأكيد على أن النتائج بالأعمال، وليس بالأقوال. وتراهن شركة أوزون، التي حصلت على صفقة تدبير النظافة في فاس العتيقة، وفي جماعة أولاد الطيب القروية، بالجهة، على تجارب تقول إنها راكمتها في عدد من مناطق المغرب، ومنها مدينة بنسليمان، وبوزنيقة، والوليدية، وجماعة الحاج أولاد فرج. وقال المدير المكلف، عزيز البدراوي، إن دفتر التحملات الذي وقع معها من قبل مسؤولي مدينة فاس، تجاوز اختلالات سابقة في دفتر التحملات مع شركة تم التعاقد معها، ولم تستمر في عملها سوى سنتين، قبل أن يقرر المجلس الجماعي فك العقدة. وأضاف أن دفتر التحملات نص على ضرورة التوفر على التجهيزات المنصوص عليها قبل بدء العمل. وكانت فاس العتيقة والأحياء المجاورة، قد تحولت في بداية شهر أبريل الجاري، إلى مطرح مفتوح للنفايات، بسبب عودة عمال النظافة إلى «اعتناق» الاحتجاج للمطالبة بصرف تعويضات اجتماعية لفائدتهم لمدة سنتين، كانت على ذمة شركة مناولة قرر المجلس الجماعي إلغاء التعاقد معها. ودبرت شركة النظافة المكلفة بوسط المدينة (جي إم إف) المرحلة الانتقالية في انتظار قدوم الشركة الجديدة. لكن علاقتها بالعمال كانت بدورها متوترة بسبب خلافات حول تعويضات القفة ومنح الأوساخ، وتعويضات المستخدمين. وكانت أحياء المدينة العتيقة قد شهدت حركة احتجاجية غير مسبوقة لعمال النظافة التابعين لشركة تدعى شركة «أكمير» التي فك المجلس الجماعي عقدة التعامل معها، منذ حوالي 10 أشهر. وحولت هذه الأزمة المدينة العتيقة إلى مطرح مفتوح للنفايات. ودفع دخول هذه الشركة وخروجها من المدينة عددا من الفعاليات إلى المطالبة بفتح تحقيق حول ملابسات هذا الخروج، خاصة أنها متهمة بعدم التوفر على التجهيزات الضرورية للعمل، والإخلال بالتزاماتها الاجتماعية تجاه العمال لما يقرب من سنتين.